حذّرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، من أن قاعدة الدفاع الصاروخي الباليستي الأمريكية في شمال بولندا "ستؤدي إلى زيادة المستوى العام للخطر النووي"، وأنها "على قائمة أهداف روسية للتدمير المحتمل إذا لزم الأمر".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "هذه خطوة استفزازية صريحة أخرى في سلسلة من الإجراءات المزعزعة للاستقرار بشكل عميق من قبل الأمريكيين وحلفائهم في حلف شمال الأطلسي في المجال الاستراتيجي".
وأضافت: "هذا يؤدي إلى تقويض الاستقرار الاستراتيجي، وزيادة المخاطر الاستراتيجية. وبالتالي، إلى زيادة المستوى العام للخطر النووي"؛ كما نقلت عنها وكالة "رويترز".
وأشارت زاخاروفا إلى أنه "نظرًا لطبيعة ومستوى التهديدات التي تشكلها مثل هذه المرافق العسكرية الغربية، فإن قاعدة الدفاع الصاروخي في بولندا أضيفت منذ فترة طويلة إلى قائمة الأهداف ذات الأولوية للتدمير المحتمل، والتي يمكن تنفيذها، إذا لزم الأمر، بمجموعة واسعة من الأسلحة المتقدمة".
وتشمل الدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي مواقع في بولندا ورومانيا -إضافة إلى أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي متمركزين في بولندا- وكذلك مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية في قاعدة بحرية في إسبانيا ورادار للإنذار المبكر في تركيا، بحسب حلف الأطلسي.
وعلى الرغم من أن حلف شمال الأطلسي أعلن أن منشأة "ريدزيكوفو" -ونظام مماثل في رومانيا- هو أمر دفاعي بحت، فإن موسكو وصفتها، مرارًا وتكرارًا، بأنها تهديد.
وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد علّق على افتتاح القاعدة الجديدة قائلًا إنها "تشكل تقدمًا للبنية التحتية العسكرية الأمريكية في أوروبا باتجاه حدودنا".
تعزيز الأمن
حسب تقرير منشور في The Defense Post، أُعلن عن المشروع للمرة الأولى في عام 2009، لكنه واجه العديد من التأخيرات. وقد كان من المفترض أن تهدف قاعدة "ريدزيكوفو" إلى الدفاع عن الغرب ضد ما وصف بأنه "التهديدات من الشرق الأوسط"، لكنها تهدف الآن إلى مواجهة روسيا، حيث "برزت باعتبارها مصدر القلق الأمني الرئيسي على الجناح الشرقي للتحالف العسكري".
وكانت قاعدة الصواريخ الأمريكية، التي تقع شمال بولندا على بعد 230 كيلومترًا من الحدود الروسية، بدأت العمل منذ يوليو الماضي ولكن لم يتم افتتاحها رسميًا إلا في 13 نوفمبر.
وتشكل القاعدة جزءًا من درع صاروخي أوسع نطاقًا لحلف شمال الأطلسي -يُطلق عليه اسم "إيجيس آشور"- والذي يتضمن نظامًا من الرادارات يمكنه اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
وقال الجنرال البولندي ميشيسلاف بينيك، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي، لوكالة الأنباء البولندية، إن هناك إمكانية لمزيد من تطوير قدرات القاعدة.
وأضاف: "هناك إمكانية تكنولوجية لتجهيز هذا النظام بصواريخ من نوع مختلف قادرة على مواجهة الصواريخ المجنحة، وهو ما من شأنه أن يعزز أمننا بشكل أكبر".
أمن الأطلسي
في الافتتاح، قال وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش إن وجود قوة أمريكية على الأراضي البولندية أصبح حقيقة، ووصفها بأنها "ذات أهمية تاريخية لأمن بولندا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".
وأضاف أنه "من خلال الصراعات الدائرة الآن، سواء الصراع في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط، يمكننا أن نرى مدى أهمية الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي".
وقال أمين حلف شمال الأطلسي مارك روته للصحفيين في وارسو، إن القاعدة "تعزز بشكل كبير قدرتنا على الدفاع ضد التهديد المتزايد للصواريخ الباليستية من خارج منطقة اليورو الأطلسية".