تحل اليوم الجمعة، الذكرى الثانية لاقتحام الكونجرس الأمريكي، والتي تتزامن مع دخول التحقيقات التي تجريها وزارة العدل الأمريكية، مرحلة جديدة، حيث أضاف المستشار الخاص اثنين من قضاة اليمين للفريق المتمرس الذي سيحدد بشكل حاسم ما إذا كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أو حلفاؤه يجب أن يواجهوا المحاكمة.
وذكرت شبكة "سى. إن. إن" الأمريكية، أن المستشار الخاص "جاك سميث" قد عاد إلى الولايات المتحدة، بعد قضاء الشهر الماضي، يعمل عن بعد في أوروبا حيث كان يتعافى من حادث دراجة.
توسع فريق التحقيق
وقالت الشبكة إن المستشار الخاص أضاف اثنين من زملائه المتخصصين في قضايا الفساد العام، وذلك وفق مصدر قريب من القضية. والمستشاران الجديدان هما "رايموند هاستلر" الرئيس السابق لقسم النزاهة بوزارة العدل الأمريكية، و"ديفيد هارباخ" الذي تولى قضايا ضد السناتور السابق "جون إدواردز" و"بوب ماكدونالدز" حاكم فرجينيا.
وانضم المستشاران الجديدان إلى فريق يضم أكثر من 20 مدعيا عامًا من وزارة العدل الأمريكية، بالإضافة إلى كبار المستشارين الذين تم جلبهم إلى الوزارة في الأشهر الأخيرة، والذين كانوا يحققون بالفعل مع ترامب وحلفائه.
ونقلت "سى. إن. إن" عن مصدر آخر، إن التوسع في فريق التحقيق بقضية اقتحام الكونجرس في السادس من يناير عام 2021، يعزز قدرته على فحص قضايا التآمر الواسعة وتحديد سبل التحقيق مع ترامب وحلفائه.
وعلى الرغم من تأكيدات المدعي العام "ميريك جارلاند" بأن تعيين "سميث" لن يبطئ التحقيقات المزدوجة المتعلقة بترامب، غير أن إنشاء مكتبه يستغرق وقتا. فلا يزال فريق "سميث" يعمل على العثور على موقع دائم فعلي للمكتب، ولكنه بدأ في تغيير عناوين البريد الإلكتروني للموظفين الذين سبق لهم استخدام حسابات وزارة العدل المعتادة.
ووفقًا لوزارة العدل الأمريكية، ألقت السلطات الأمريكية القبض على ما يزيد على 930 شخصًا، بتهمة التورط في أحداث 6 يناير 2021، لكن تم توجيه الاتهام إلى 500 شخص. ولا يزال مئات الأشخاص هاربين في الذكرى الثانية للهجوم غير المسبوق الذي أشعل فتيله مزاعم بلا أدلة بشأن "سرقة" انتخابات الرئاسة عام 2020.
تفاصيل اقتحام الكونجرس
وفي صباح السادس من يناير 2021، ألقى "ترامب" على أنصاره خطابا ناريا، ووبخ علنا نائبه آنذاك مايك بنس، لعدم موافقته على خطته بعرقلة المصادقة على فوز جو بايدن في انتخابات نوفمبر 2020.
وانتظر ترامب ساعات قبل الإدلاء بتصريح علني، بينما اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونجرس واعتدوا على أفراد الأمن، وهددوا بشنق بنس.
أثار المئات من أنصار الرئيس الجمهوري الفوضى، في أعقاب الخطاب، وقاموا بأعمال عنف في الكابيتول، في وقت كان النواب يصادقون على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
واقتحم أكثر من ألفى متظاهر من أنصار ترامب كانوا خارج الكونجرس مبنى الكابيتول، في محاولة منع التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت فوز جو بايدن، والتي يعتقدون أنها "مزورة".
ولقي 5 أشخاص مصرعهم خلال تلك الأحداث أو بعدها بفترة وجيزة، بينهم ضابط شرطة الكابيتول "براين سيكنيك" الذي توفي متأثرًا بجلطات متعددة بعد رشه بمادة كيماوية خلال أعمال الشغب. وأصيب أكثر من 140 من أفراد الشرطة، بينما لحقت بمبنى الكونجرس أضرار تقدر بملايين الدولارات.
لجنة الكونجرس: ترامب السبب الرئيسي في هجوم 6 يناير
وفي 22 ديسمبر 2022، أصدرت لجنة التحقيق النيابية في الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي تقريرًا نهائيًا بأكثر من 800 صفحة، ذكرت فيه أن "ترامب "حرض على العنف في محاولة فاشلة للتمسك بالسلطة.
وأشار التقرير النهائي إلى أن السبب الرئيسي في هجوم 6 يناير كان رجلًا واحدًا، هو الرئيس السابق دونالد ترامب، وتبعه آخرون"، لافتًا إلى أن الهجوم على مبنى الكابيتول جاء ضمن خطة متعددة الأجزاء لإلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وجاء ذلك التقرير بعد أن قابلت اللجنة أكثر من ألف شاهد، وعقدت 10 جلسات استماع، وحصلت على ملايين الوثائق. وتحدث شهود من مساعدي ترامب وسلطات إنفاذ القانون وبعض مثيري الشغب عن تفاصيل مرتبطة بتصرفات الرئيس السابق في الأسابيع التي سبقت الهجوم، وكيف أثرت حملة الضغط الواسعة النطاق لإلغاء نتيجة الانتخابات على أولئك الذين هاجموا الكابيتول.
وتختتم "سى. إن. إن" تقريرها أن "سميث" وفريقه الجديد يتولى التحقيق في أحداث 6 يناير في مرحلة حاسمة، مشيرة إلى أن الجمهور أصبح لديه فهم أفضل لمحاولات الرئيس السابق للبقاء في المكتب البيضاوي.