كرّمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المخرج العالمي جيم شيريدان، ضيف شرف الدورة الـ45، بمنحه جائزة الهرم الذهبي تقديرًا لمسيرته الإبداعية في عالم السينما، وتسلم الجائزة من الناقد عصام زكريا مدير المهرجان، في حفل استُهل بمحاضرة تناولت رحلة شيريدان وتجربته الفنية الحافلة بالتحديات والإبداع، وعكست رؤيته العميقة للسينما كوسيلة لاستكشاف النفس البشرية والتعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية بصدق.
رؤية شيريدان الإبداعية
تحدث "شيريدان" عن رؤيته السينمائية التي تركز على تأثير المكان بجوانبه الثقافية والعاطفية، على تطور الشخصية والحبكة والنغمة البصرية للأفلام. وأوضح أن المكان يحمل في طياته قصصاً عميقة تساهم في صياغة التجربة السينمائية، قائلًا: "المناظر الطبيعية والثقافية تلعب دورًا أساسيًا في توجيه السردية السينمائية وصقل المشاعر المرتبطة بها".
حكايات شخصية ألهمت الأفلام
كشف "شيريدان" عن تجاربه الشخصية المؤثرة التي ألهمت أعماله السينمائية، ومنها فيلمه الشهير "In the Name of the Father"، حيث استلهم مشاعر الغضب الإيرلندي وتعقيدات العلاقة بين الأب والابن. وأشار إلى أنه زار قبر والدته بعد 50 عامًا خلال جائحة كورونا، ما أعاد إحياء ذكريات ومشاعر عميقة أثّرت في مسيرته الإبداعية.
كما تطرق إلى تأثير الأحداث الشخصية، مثل مرضه بسرطان الدماغ وفقدان شقيقه، على مسيرته الفنية، قائلًا: "صناعة الأفلام امتداد للعالم الواقعي، حيث تنعكس التجارب الشخصية بشكل عميق في العمل الفني".
الموسيقى في السينما
أكد المخرج أهمية الموسيقى كعنصر رئيسي في صناعة الأفلام، مشيرًا إلى أنها وسيلة قوية للتأثير على المشاعر وخلق تواصل عاطفي مع الجمهور. وأضاف: "الموسيقى تتلاعب بالعواطف بطريقة رائعة، واستخدامها بحرفية في الأفلام يمكن أن يعزّز التجربة البصرية والدرامية".
الإنتاج السينمائي والتمويل
تحدث "شيريدان" عن التحديات التي تواجه الإنتاج السينمائي، خاصة فيما يتعلق بالتمويل. وأوضح أنه خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، شهدت صناعة السينما تغييرات كبيرة، مع ظهور أساليب جديدة لجمع الأموال من الخارج، ما فتح آفاقاً للإنتاج، لكنه أشار أيضًا إلى العقبات التي واجهها عند محاولته دخول السوق الأمريكية.
رؤية فريدة
تطرق مخرج فيلم My Left Foot إلى أسلوبه في العمل مع الممثلين، مؤكدًا أهمية منحهم حرية التعبير عن أنفسهم، قائلًا: "المخرج لا يجب أن يوجه الممثلين بشكل مباشر، بل عليه أن يكون أشبه بأم حنونة وأب عطوف، يمنحهم المساحة لإظهار مواهبهم". وأشاد بأداء الممثل دانيال داي لويس، مؤكداً أنه لم يوجهه بشكل مباشر قط، بل اعتمد على التواصل العميق لتحقيق الأداء المطلوب.
رحلة تمتد 4 عقود
اختتم "شيريدان" حديثه بالإشارة إلى بداياته في صناعة السينما منذ 40 عامًا، عندما كان في العشرينات من عمره، مؤكدًا أن تجاربه الحياتية أثرت بشكل كبير على رؤيته الإبداعية. وأضاف: "كل فيلم أصنعه يحمل جزءًا من ذاتي، وصناعة الأفلام تتطلب صدقًا وإيمانًا عميقًا بالفكرة".