تجاوز صراع النفوذ بين الولايات المتحدة والصين، حدود الكوكب إلى الفضاء، حيث أطلق مدير وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بيل نيلسون، تحذيرًا من تنامى قدرات الصين الفضائية، وسعي بكين الحثيث للفوز بسباق القمر.
وقال نيلسون في مقابلة أجرتها معه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، ونشرتها على موقعها الإلكتروني، إن هناك مخاوف من سيطرة الصين على أكثر المواقع الغنية بالموارد على سطح القمر.
وأضاف مدير ناسا: "نحن في سباق فضاء. صحيح أننا نعمل بشكل أفضل منهم بمجال البحث العلمي، إلا أنه من الوارد أن يسبقوا الولايات المتحدة إلى القمر، ويقولوا لنا هذه أرضنا".
وأقر "نيلسون" بأن الصين حققت نجاحات عظيمة في مجال الفضاء خلال العقد الماضي، وأشار إلى أن موعد هبوطهم على القمر يقترب أكثر فأكثر.
ولطالما يعرب الأمريكيون عن قلقهم من تنامى قدرات الصين الفضائية، في شهر نوفمبر الماضي، قالت "نينا أرماجنو" رئيسة قوة الفضاء بالجيش الأمريكي، إن التقدم السريع في القدرات العسكرية الصينية يشكل مخاطر متزايدة على التفوق الأمريكي في الفضاء الخارجي.
وأضافت أرماجنو أن بكين أحرزت تقدمًا كبيرًا في تطوير تكنولوجيا الفضاء العسكرية بما في ذلك مجالات مثل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية التي يمكن إعادة استخدامها والتي تسمح للدول بتوسيع نطاق برامجها الفضائية بسرعة.
برنامج الصين الفضائي
وتجدر الإشارة إلى أن الصين أطلقت نهاية شهر أكتوبر الماضي، الجزء الثالث والأخير من محطة "تيانجونج" الفضائية، التي بدأت العمل بالكامل لتوفر وجود دائم لبكين في الفضاء.
وتعتبر "تيانجونج" التي تعنى" القصر السماوي" هي المحطة الفضائية الثالثة للصين بعد سابقتيها اللتين تم إطلاقهما عامي 2011 و2016. وتم إطلاق الوحدة الأساسية لتيانجونج في أبريل 2021.
ومن المقرر أن تبقى المحطة على مدار منخفض يتراوح بين 400 و450 كيلومترا فوق الأرض، لمدة عشر سنوات على الأقل مع هدف معلن بالمحافظة على وجود بشري طويل الأمد في الفضاء.
وتستثمر الصين منذ عقود مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي. وأطلق برنامج الفضاء الصيني الطموح أول رائد فضاء له إلى المدار عام 2003. وهبطت مركبات "روبوتية" صينية على سطح القمر عام 2013، وعلى سطح المريخ 2021.
وتعد الصين ثالث دولة ترسل رائد فضاء إلى الفضاء بمفردها بعد الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة. وتنوي بكين إرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول 2030، الأمر الذي يثير مخاوف واشنطن من سيطرة بكين على الفضاء.
خبيرة: لا يحق للدول ملكية الكواكب
لكن يتساءل كثيرون حول ملكية الكواكب والأجرام السماوية، بالإضافة إلى الموارد التي يمكن استخراجها من القمر مثلا. والإجابة نقلتها "بوليتيكو" عن مديرة مؤسسة "العالم الآمن" في واشنطن، فيكتوريا سامسون، التي قالت إن الصين مثل الولايات المتحدة، طرف في معاهدة الفضاء الخارجي، التي تمنع الدول من تقديم مطالبات ملكية لأي جرم سماوي، بما في ذلك القمر.
وأوضحت "سامسون" أنه سيكون من الصعب على أي دولة الحفاظ على وجود بشري طويل الأمد في الفضاء السحيق، إذ يبدو الأمر غير واقعي، مشيرة إلى احتمال وجود منافسة بين واشنطن وبكين على مواقع وموارد محدودة على سطح القمر.