لم تمر 24 ساعة، على إعلان روسيا هدنة وقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة مقبلة، للاحتفال بأعياد الميلاد، حتى عادت الاشتباكات مرة أخرى إلى ساحة المعركة، حيث أعلنت كييف اشتباكات متقطعة في مختلف جبهات أوكرانيا، ورصدت ضربات روسية في مقاطعة كراماتورسك، بعدما رفضت أوكرانيا التعليق على مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي اعتبرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبررًا لوقف تقدم القوات الأوكرانية في مناطق إقليم الدونباس.
وفي هذا السياق، يرى الدبلوماسي الروسي السابق ألكسندر زاسبكين، أن الهدنة التي أعلنتها موسكو تأتى في الصالح الإنساني، لكنها لن تغير شيئا على ساحة المعركة، موضحًا أن نظام كييف لم يستجب لنداء الهدنة واتخذ موقف التشكيك في النوايا، موضحًا أن الدول الغربية تستخدم كل الذرائع لوضع روسيا في دائرة الاتهام.
وتوقع الدبلوماسي السابق لـ"القاهرة الإخبارية"، عدم تعديل في المواقف الأوكرانية أو الأمريكية أو الغربية إجمالا، لتكون الفترة القادمة هي اختبار قدرة كل طرف على تحمل أعباء الحرب الطويلة.
وأوضح "زاسبكين" أن أمد الحرب الروسية الأوكرانية قد يستمر لسنوات في ظل جمود في المواقف السياسية رغم المبادرات السلمية التي يطرحها البعض وتمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالشروط التي وضعها للجلوس على مائدة التفاوض.
وتابع أن الهدنة وإن طالت فهي مؤقتة لتستمر المعارك بعدها في مدينة باخموت التي شهدت اشتباكات ضارية في الأشهر الماضية، حيث تشكل مركزًا مهما للطرفين ويعتقد كلاهما أن حسم المعركة في تلك المقاطعة يعنى تحقيق نجاح تكتيكي يساهم في تقدم القوات إلى مناطق أخرى.
في المقابل، وصف فولوديمير شوماكوف الدبلوماسي الأوكراني السابق، هدنة موسكو بالنفاق الشديد، خاصة عندما تعلن أنها تعلى فيها الجانب الإنساني في ظل ارتكابها المستمر لجرائم فظيعة، مشددا على أن أوكرانيا لا تصدق ما تقوله روسيا وأن المفاوضات معها أصبحت مستحيلة.
وأضاف شوماكوف لـ"القاهرة الإخبارية" أنه لا توجد أي ثقة من جانب كييف لدى موسكو، وهو ما دفع الرئيس فولوديمر زيلنسكي للإعلان أنه ليس في حاجة لأى هدنة لأن قواته لا تقصف مدنا روسية.
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن الجانب المعتدي هو الذي يحتاج إلى هدنة لأنه يواصل تنفيذ جرائم الحرب في الأراضي الأوكرانية، موضحًا أن مدينة مثل خيرسون تتعرض للقصف 30 مرة في اليوم الواحد براجمات الصواريخ ومدافع الهاون وغيرها.