الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحسين موقفها التفاوضي.. ماذا تجني أوكرانيا من السماح باستهداف روسيا؟

  • مشاركة :
post-title
صواريخ أتاكمز الأمريكية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية منعطفًا جديدًا في المواجهة بين المعسكرين بعد قرابة الألف يوم، عقب إعطاء الرئيس الأمريكي جو بادين المنتهية ولايته، الإذن لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي للمرة الأولى، ما ينذر بتصعيد جديد للصراع الذي بدأ قبل أكثر من عامين ونصف العام.

وأعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا من أجل استخدام الصواريخ بعيدة المدى التي زودتها بها واشنطن لضرب عمق روسيا، بما في ذلك صواريخ "أتاكمز".

وجاء موقف واشنطن مغايًرا تمامًا لنهجها السابق، إذ ظلت إدارة الرئيس الأمريكي متحفظة حيال هذا القرار، خشية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد في الحرب، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ويأتي هذا التحول الكبير في السياسة قبل شهرين من تسليم الرئيس جو بايدن السلطة إلى دونالد ترامب، الذي أثار انتخابه مخاوف بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لكييف.

الأقوى لدى أوكرانيا

وتستخدم أوكرانيا نظام الصواريخ التكتيكية المعروف باسم "أتاكمز"، لاستهداف مواقع في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية منذ أكثر من عام، وتعد الصواريخ الباليستية التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية من بين أقوى الأسلحة التي تم تقديمها لأوكرانيا حتى الآن، إذ إنها قادرة على السفر لمسافة تصل 300 كيلومتر "186 ميلًا".

وقالت إيفلين فاركاس، التي شغلت منصب نائب مساعد وزير الدفاع في إدارة أوباما: "هناك تساؤلات أيضًا حول كمية الذخيرة التي سيتم توفيرها، مثل كم عدد الصواريخ التي يملكونها؟"، مضيفة: "حذر البنتاجون سابقًا من أن عدد هذه الصواريخ التي يمكنهم توفيرها لأوكرانيا ليس كبيرًا".

أسباب القرار 

وتشير التقارير إلى أن التغيير في السياسة يأتي ردًا على نشر قوات كورية شمالية مؤخرًا لدعم روسيا في منطقة كورسك الحدودية.

وقالت أوكرانيا إن عدم السماح لها باستخدام مثل هذه الأسلحة داخل روسيا يشبه مطالبتها بالقتال بيد واحدة مقيدة خلف ظهرها.

وأشارت الإذاعة البريطانية، إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تثير المخاوف بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ورأت أن بايدن حريص على بذل كل ما في وسعه للمساعدة في الوقت القليل المتبقي له بمنصبه.

الموقف التفاوضي 

وتنظر إدارة بايدن إلى أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى من شأنها تعزيز موقف أوكرانيا عسكريًا، يمنحها نفوذًا في أي محادثات سلام قد تلوح في الأفق.

ولم يؤكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الخطوة بعد، لكنه قال: "الضربات لا تُنفذ بالكلمات.. الصواريخ ستتحدث عن نفسها".

ومن خلال الأسلحة بعيد المدى، ستتمكن أوكرانيا من ضرب أهداف داخل روسيا، على الأرجح في البداية حول منطقة كورسك، إذ تسيطر القوات الأوكرانية على أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي.

ويتوقع مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون شن هجوم من جانب القوات الروسية والكورية الشمالية لاستعادة الأراضي في كورسك.

وتستخدم أوكرانيا نظام "أتاكمز" للدفاع ضد الهجوم، واستهداف المواقع الروسية بما في ذلك القواعد العسكرية والبنية التحتية ومخازن الذخيرة.

صواريخ أتاكمز
أبعاد عسكرية

ومن غير المرجح أن تكون إمدادات الصواريخ كافية لتحويل دفة الحرب، فقد تم بالفعل نقل المعدات العسكرية الروسية، مثل الطائرات النفاثة، إلى مطارات تقع في مناطق أبعد داخل روسيا تحسبًا لمثل هذا القرار.

وتمنح الاستراتيجية الجديدة أوكرانيا بعض المزايا في وقت بدأت فيه القوات الروسية تكتسب أرضًا جديدة في شرق البلاد، في وقت أصبحت فيه الروح المعنوية منخفضة.

وقال دبلوماسي غربي في كييف لـ"بي بي سي"، طالبًا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: "لا أعتقد أن الأمر سيكون حاسمًا، ومع ذلك، فإن هذا القرار الرمزي كان متأخرًا للغاية لرفع مستوى الدعم العسكري لأوكرانيا، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكلفة الحرب بالنسبة لروسيا".

وأضافت فاركاس، نائب مساعد وزير الدفاع في إدارة أوباما، أن أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي "أتاكمز" يمكن أن يكون لها تأثير نفسي إيجابي في أوكرانيا إذا تم استخدامها لضرب أهداف مثل جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي لروسيا.

وسيكون للترخيص الأمريكي تأثير آخر، إذ قد يدفع كل من المملكة المتحدة وفرنسا أوكرانيا، لإعطاء إذن باستخدام صواريخ ستورم شادو داخل روسيا، وهي صواريخ كروز طويلة المدى فرنسية بريطانية ذات قدرات مماثلة للصواريخ الأمريكية.

رد فعل روسي

وحذّرت روسيا من أن أي إجراء لتخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية يعد تصعيدًا كبيرًا.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المشاركة المباشرة للغرب في المواجهة بأوكرانيا ستغير جوهرها بشكل كبير، وستعني أن دول حلف شمال الأطلسي ­­­"الناتو"، أصبحت في حالة حرب رسمية مع روسيا، مؤكدًا أن موسكو ستتخذ قراراتها بناء على التهديدات التي تظهر أمامها.