من قلب السوق القديمة بمدينة شرم الشيخ، ووسط وجود عدد كبير من جمهور المدينة والسائحين، وصنّاع الفن، حيث قدّم مجموعة من الشباب العرض العُماني "فضيلة العبيد"، خلال فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، ليعلنوا عن بدء عروض مسابقة مسرح الشارع والفضاءات المفتوحة.
"فضيلة العبيد" تأليف مشاعل عبد الله، فكرة وإخراج حمد الأسد، وبطولة محمد العمري، ياسر حديد، يوسف الحوز، وديكور أمجد الشريقي.
ويرأس لجنة تحكيم مسابقة "مسرح الشارع والفضاءات غير التقليدية"، الفنان المصري أحمد وفيق، بعضوية المخرج أدونيس فليبي "البانيا –أمريكا"، الفنانة والمنتجة كتارينا صلدوخا "بيلاروسيا" ومصممة الأزياء المصرية د. مروة عودة.
مسرح في محافظات مصر
يتمنى الفنان المصري أحمد وفيق أن يصبح "مسرح الشارع" مشابهًا للملاعب، إذ قال لموقع "القاهرة الإخبارية":" لا بد أن يكون مسرح الشارع موجودًا في كل حارة وقرية بمصر، مع العمل على تقنينه ليكون في متناول الجميع وسط حضور جماهيري واسع".
وشدّد "وفيق" على أهمية تمكين الشباب المسرحيين من القيادة، انطلاقًا من إيمانه بجيل الشباب واحتياجه للدعم والفرص، مشيرًا إلى أن تمكين الشباب يعد جزءًا من عملية بناء مصر.
ماستر كلاس
من ناحية أخرى شهدت الفعاليات ماستر كلاس لـ"ليفان خيتاجوري" مدير معهد أبحاث الفنون ومدير الهيئة الدولية للمسرح بجورجيا، الذي بدأ بطرح سؤال محوري: "لماذا التعاون الدولي؟"، مشيرًا إلى أن المسرح والفنون الأدائية بطبيعتها أعمال جماعية تتطلب التعاون بين مخرجين، ممثلين، ومصممي الديكور، مؤكدًا أن التعاون الدولي يتيح فرصة للتعرف على الثقافات الأخرى، ما يعزّز التفاهم العالمي ويخلق نقاط تلاقي مشتركة.
وأشار إلى أن التعاون الدولي لا يقتصر على الشهرة العالمية، إذ يمكن لأي فنان تحقيق انتشار دولي حتى من مدينته الصغيرة، إذا ما استثمر في التعاون العابر للحدود.
الاحتفالات المسرحية
فجّر "خيتاجوري" مفاجأة تاريخية، مؤكدًا أن جذور الاحتفالات المسرحية لا تعود إلى اليونان كما هو شائع، بل إلى مصر القديمة، حيث اكتشفت آثار تشير إلى وجود احتفالات مسرحية عمرها ألف عام، تضمنت ممارسات تجارية وفنية.
وأضاف أن أول مسرح بني في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، وشهد توسعًا كبيرًا بعد ثلاثة قرون، ما أدى إلى ظهور فكرة "استيراد وتصدير الصناعة الثقافية"، مثل المسرحيات، الكتب، والممثلين.
نشأة التعاون الفني وحماية الفنانين
تطرق "خيتاجوري" إلى أول نقابة عمالية نوعية تأسست في أثينا، التي ساهمت في حماية حقوق الفنانين عبر العقود والتعاقدات، موضحًا أن المسارح اليونانية قدمت نموذجًا أوليًا للتعاون الفني المنظم، ما ساهم في تطوير مفاهيم التعاون في مجال الفنون الأدائية.
تصدير الثقافة والتعاون الدولي
أبرز "خيتاجوري" أهمية "الدبلوماسية الثقافية" كأحد أشكال التعاون الدولي، مشيرًا إلى أن تصدير الثقافة يمكن أن يتم عبر المهرجانات، البرامج المشتركة، وبرامج الإقامة الفنية.
يؤكد د. ليفان خيتاجوري أن التعاون الدولي في مجال الفنون الأدائية ليس مجرد وسيلة لنشر الثقافة، بل أداة لتعزيز التواصل الإنساني وبناء جسور بين الشعوب، مشيدًا بالدور الذي تلعبه المهرجانات والمؤسسات الدولية في تحقيق هذه الأهداف.