الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة "مدمن" تهز باريس.. تفاصيل حادث احتجاز رهائن في فرنسا

  • مشاركة :
post-title
المتهم باحتجاز ارهائن في يد قوات الشرطة الفرنسية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في حادثة غير متوقعة تسببت في حالة من الرعب على مشارف العاصمة الفرنسية، أقدم رجل مسلح بسكين على احتجاز مجموعة من الموظفين في مطعم بمدينة "إيسي ليه مولينو"، اليوم السبت، وهو الحادث الذي شهد حصارًا أمنيًا وقلقًا كبيرًا بين سكان المنطقة انتهى بعد ثلاث ساعات من التوتر، بتحرير الرهائن واعتقال المهاجم دون أن تسجل أي إصابات.

من السكين إلى الحصار الأمني

بحسب ما ذكرته إذاعة RTL الفرنسية، فإن الرجل، الذي يُعتقد أنه ابن صاحب المطعم، اقتحم مطعم البيتزا العائلي في إيسي ليه مولينو، الواقع بالقرب من الطريق الدائري لباريس، واحتجز "ثلاثة أو أربعة موظفين".

الحادث وقع نحو الساعة الواحدة ظهرًا (بتوقيت باريس) حيث تحصن الرجل داخل المطعم مع العاملين، لكن لم يكن هناك أي عملاء أو زبائن في المكان في ذلك الوقت.

وبعد ساعتين من التوتر، تمكنت الشرطة من استعادة السيطرة على الوضع، حيث تم تحرير الرهائن في وقت لاحق من بعد الظهر قبل الساعة الرابعة، وأكد مصدر في الشرطة لقناة "BFMTV" الفرنسية أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات.

مشكلات نفسية وإدمان مخدرات

كشف التحقيق الأولي أن الرجل، الذي يتراوح عمره بين 35 و40 عامًا، يعاني مشكلات نفسية ويُحتمل أن يكون مدمنًا على المخدرات، وأكدت مصادر في الشرطة لوكالة "فرانس برس" أن المشتبه به له سجل مرتبط بالمخدرات، مشيرة إلى أنه لم يكن معروفًا بارتكاب جرائم خطيرة في الماضي.

وفي وقت لاحق، أفادت صحيفة "لو باريزيان" أن الرجل كان قد اتصل بوالدته قبل الحادث ليطلب منها "الكوكايين"، وهو ما دفعها للإبلاغ عن الحادث للشرطة.

مفاوضات شاقة مع المحتجز

وأضاف مصدر في الشرطة أن وحدة النخبة "BRI" (وحدة البحث والتدخل التابعة للشرطة الفرنسية) تم نشرها في موقع الحادث، إضافة إلى فريق من المفاوضين المتخصصين.

وقد جرت مفاوضات مع المهاجم بهدف تهدئته، خاصة بعد أن أبدى نوايا انتحارية خلال الحصار، وقد أثبتت هذه المفاوضات نجاعتها في إنهاء الموقف دون وقوع إصابات، بينما كان الهدف الرئيسي للشرطة هو ضمان سلامة الرهائن وتجنب تصاعد العنف.

تكرار حالات التهديد بالانتحار

بحسب بعض المصادر الأمنية، فإن الرجل كان قد أبدى تهديدات مشابهة في عام 2022، حيث تم التعامل معه آنذاك بعد تهديده بالانتحار في منزله، وتعتقد السلطات أن المشتبه به كان يعاني اضطرابات نفسية عميقة، وقد تم وضعه الآن في الحجز لدى الشرطة لمواصلة التحقيقات.

وبحسب المعلومات، فإن الرجل سيخضع لفحص نفسي لتحديد مدى أهليته القانونية في مواجهة الإجراءات القضائية المترتبة على أفعاله.

شهادات من داخل المطعم

من جانبه، روى شكري، أحد موظفي المطعم، لإذاعة RTL كيف هرب من موقع الحادث بعد أن واجه تهديدات من المحتجز. وقال شكري إنه فور وصوله للعمل، لاحظ تصرفات عدوانية من ابن صاحب المطعم، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بمغادرة المكان.

وأضاف: "لقد ضرب النادل، وبدأ بالصراخ في وجهي، وكسر النظارات والأطباق، فقلت له: أريد العودة إلى المنزل، لا أستطيع العمل بهذه الطريقة".

التحقيقات والإجراءات القانونية

مكتب المدعي العام في نانتير أعلن عن فتح تحقيق رسمي في الحادث، وأوكل القضية إلى قسم الشرطة القضائية في نانتير، كما تم إعلان تشكيل لجنة خاصة لمتابعة الإجراءات القانونية المتعلقة بالحادث، بما في ذلك تقييم الحالة النفسية للمحتجز ومدى تأثيرها على تصرفاته.

وفي الوقت ذاته، هرعت العشرات من سيارات الشرطة والإسعاف إلى مكان الحادث، حيث تم إغلاق الشوارع المجاورة للمطعم في محاولة للسيطرة على الوضع وضمان عدم حدوث أي تصعيد. وبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن الرجل كان معروفًا لدى السلطات بقضايا متعلقة بالمخدرات والعنف.

أزمة تُثير الأسئلة حول الدعم النفسي

يُعد حادث احتجاز الرهائن في إيسي ليه مولينو مؤشرًا آخر على الحاجة الملحة لتوفير المزيد من الدعم النفسي للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية.

بينما انتهت الأزمة دون أن تسجل إصابات، فإن ما حدث يسلط الضوء على أهمية التصدي لمشكلات الصحة النفسية والإدمان قبل أن تتحول إلى أزمات خطيرة تهدد حياة الآخرين.

وسوم :