أظهر استطلاع رأي لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أنّ 45% من الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى تسوية في الشمال (مع حزب الله اللبناني)، مقابل 41% يؤيدون الحرب وتوسيعها.
وكان استطلاع للرأي نشره معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أول أمس الأربعاء، بيّن أن 80% من الإسرائيليين يعتقدون أنَّ الوضع الأمني الحالي ليس آمنًا بما يكفي للسماح لمعظم السكان بالعودة إلى المستوطنات الشمالية.
جاء ذلك في حين كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مخاوف أمنية إسرائيلية من تحول العمليات العسكرية الواسعة في لبنان إلى حرب استنزاف.
ونقلت الصحيفة عن خبراء إسرائيليين، أنَّ توغل جيش الاحتلال في عمق لبنان يشكل مغامرة محفوفة بالمخاطر للضغط على حزب الله لحمله على الموافقة على وقف إطلاق النار بشروط إسرائيل، محذرين من أن إسرائيل قد تنجر إلى صراع طويل الأمد في عمق لبنان، إذا لم يتراجع حزب الله.
وقال تمير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "الأمور قد تخرج عن نطاق السيطرة.. تفقد إسرائيل فرصة سانحة، إذ كان من الممكن استغلال إنجازاتها الأخيرة ضد حزب الله، بما في ذلك قتل كل قياداته تقريبًا، في أفضل شروط وقف إطلاق النار الممكنة".
ويرى "هايمان" أنه إذا انتظرت إسرائيل لفترة طويلة، فإن حزب الله -بمساعدة إيران- قد يعيد تنظيم نفسه، ويرفض وقف إطلاق النار، ويُغرِق إسرائيل في حرب عصابات.
ويوسع جيش الاحتلال عملياته البرية في لبنان، في الوقت الذي أعرب فيه كبار المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، في الأيام الأخيرة، عن تفاؤلهم بشأن الجهود الأمريكية للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، قائلين إنَّ الاتفاق يمكن التوصل إليه قبل تولي ترامب منصبه، على الرغم من أن نقاط الخلاف الرئيسية لا تزال قائمة.
وتتضمن الخطوط العريضة للاقتراح الذي توسطت فيه الولايات المتحدة أن ينقل حزب الله كل قواته وأسلحته إلى الشمال من نهر الليطاني، وهو مجرى مائي يقع على بعد نحو 18 ميلًا من الحدود مع المستوطنات الشمالية، وأن يتولى الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مهمة منع الجماعة من العودة.
ويسعى الاحتلال للحصول على ضمانات أمريكية تمنحه حرية التحرك العسكري على الحدود، والتدخل لمواجهة أية تهديدات محتملة، وهو الشرط الذي رفضه المسؤولون اللبنانيون.
والأحد الماضي، أطلع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ترامب على الاقتراح في مقر إقامته بمار -أ-لاجو في فلوريدا. ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، وافق ترامب على الخطة، وأعرب عن أمله في إنجازها قبل دخوله المكتب البيضاوي في 20 يناير.
وقال آموس هوكشتاين، المفاوض الأمريكي الرئيسي في المحادثات، للصحفيين الأسبوع الماضي، إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبًا.
وأمس الخميس، سلَّم السفير الأمريكي في لبنان مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، المقرب من حزب الله، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وحسب "وول ستريت جورنال"، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن نقطة الخلاف الرئيسية، هي ضمان قدرة إسرائيل على فرض اتفاق وقف إطلاق النار إذا فشلت الأمم المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية في القيام بذلك.