حذّرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، مما وصفته بذروة الجهود النظامية الأنجلوسكسونية التي تعمل على تشويه سمعة روسيا، وتحريف الحقائق وطمس الوقائع والشواهد التاريخية.
وقالت "زاخاورفا" في المنتدى الدولي الرابع بعنوان "الإعلام والتقنيات الرقمية في مواجهة المعلومات والتزييف التاريخي"، إننا "نشهد الآن ذروة الجهود النظامية التي يبذلها الأنجلوسكسونيون لتشويه سمعة بلادنا، التي طبقت على مدى عقود وربما قرون"، مشددة على أن "تزوير التاريخ لم يبدأ اليوم أو بالأمس، لقد عاش الغرب منذ فترة طويلة في نموذج التاريخ البديل، وقام بتصديره بنشاط، وفرضه على العالم أجمع"، وفقًا لما ذكرته روسيا اليوم.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن "التحول التكنولوجي وظهور الإنترنت ثم الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية، لم يقدم إلا أدوات جديدة، وإن كانت قوية على نحو غير مسبوق، لتنفيذ استراتيجية الاحتواء، وإخضاع بلادنا، وإلحاق "الهزيمة الاستراتيجية" على حد تعبيرهم. ولكنها، سلاح ذو حدين مثل كل التكنولوجيات الجديدة، ويمكن بل وينبغي لنا، أن نستخدمه في الاتجاه الآخر: للمواجهة وتعزيز الحقيقة التاريخية بنشاط".
وأضافت: "تجاوز الوضع حد السخافة: في الغرب، تتكثف المحاولات لمحو جرائم الماضي الاستعماري، وتمريرها على أنها جرائم بنوايا طيبة و"مساعدة تنموية"، وتعيين الجلادين وأتباع النازيين، الذين يعبدهم إرهابيو النظام في كييف ونخب دول البلطيق، باعتبارهم مقاتلين من أجل الحرية".
وشددت على أن "هدف المزيفين هو إعادة صياغة الوعي على مستوى العالم، وبلورة وضع طبيعي جديد (وهذا ليس تعبيرًا مجازيًا، لكنه مفهوم يفترضه) وغرس النموذج النيوليبرالي، ويجب على المرء أن يدرك أنها أيديولوجية متطرفة، هي الليبرالية المتطرفة. إنها تقوم على القيم المضادة. وهم يعتقدون أن كل الوسائل متاحة للحفاظ على هيمنتهم، بما في ذلك التدمير الذاتي".
وأكدت أن أحد المشروعات اللافتة التي نفذتها وزارة الخارجية الروسية، التي تعد مثالًا للتعاون المثمر مع مجتمعات المواطنين والناشطين المعنيين، هي المنصة الإلكترونية "مكان الذاكرة"، التي أطلقتها الجمعية التاريخية العسكرية الروسية بدعم من الوزارة، في هذه المنصة باستخدام الخريطة التفاعلية، نسجل المعلومات الأكثر تفصيلًا عن المعالم التاريخية والنصب التذكارية للجنود الذين ماتوا من أجل الوطن في جميع بلدان العالم.
وأضافت: "تقوم سفاراتنا والدبلوماسيون الروس، وكذلك مواطنونا، بمراقبة حالة المعالم الأثرية والمجمعات التذكارية والمقابر في الخارج، ومن المهم أن يتم الاحتفاظ بجميع تلك المعالم الأثرية التي تم تفكيكها بوحشية في السنوات الأخيرة في عدد من البلدان، إلى الأبد بشكل رقمي".