يعتزم جاك سميث، المحقق الخاص المسؤول عن قضيتين فيدراليتين ضد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إنهاء عمله والاستقالة مع فريقه، قبيل عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز ".
وبحسب التقرير، يقول المطلعون على خطط المحقق الفيدرالي إن سميث يهدف إلى استكمال جميع الجوانب المهمة من التحقيقات بنفسه، مستبقًا بذلك نية ترامب المعلنة بإقالته فور توليه منصبه.
ومنذ تعيينه قبل عامين، ظل سميث يدافع عن المبدأ القائل بأن حتى الرئيس السابق ليس فوق القانون، لكنه يواجه الآن تحدي إنهاء هذه القضايا المعقدة في الوقت الذي يغير فيه فوز ترامب الانتخابي المشهد القانوني.
حاليًا، يعمل مكتب سميث على وضع استراتيجية لإنهاء قضايا الرئيس العائد "رغم أن عوامل غير متوقعة، بما في ذلك أحكام المحكمة أو الإجراءات التي يتخذها مسؤولون حكوميون آخرون، قد تؤثر على الجدول الزمني الخاص به". حسبما ذكرت "نيوزويك".
ومع ذلك، يقول أولئك المطلعون إن سميث يركز على إكمال عمله والتنحي قبل أن يستأنف ترامب منصبه.
وتشير التقارير إلى أن مكتب سميث أنفق ما لا يقل عن 50 مليون دولار في مقاضاة ترامب، وفقًا لحسابات "نيوزويك".
وتلفت المجلة إلى أن الجهود المبذولة للحصول على معلومات تفصيلية عن الإنفاق من خلال طلبات قانون حرية المعلومات "واجهت عقبات". وقد أثار هذا الوضع مخاوف بشأن الشفافية والمساءلة في التعامل مع الأموال العامة في إطار تحقيقات المحققين الخاصين.
محاكمة مذبذبة
في 18 نوفمبر 2022، عيّن ميريك جارلاند المدعي العام الأمريكي، سميث محققًا خاصًا للتعامل مع القضايا الفيدرالية ضد ترامب، بهدف منع تصورات التحيز من خلال إبعاد وزارة العدل وإدارة بايدن عن المشاركة المباشرة.
وفي وقت لاحق، اتهم سميث ترامب بالاحتيال المزعوم في الانتخابات فيما يتعلق بالجهود الرامية إلى إلغاء نتائج انتخابات 2020 وسوء التعامل مع وثائق سرية في منتجعه مار إيه لاجو في فلوريدا. ودفع ترامب ببراءته من جميع التهم.
ومع ذلك، نظرًا لأن هذه القضايا لم تصل إلى المحاكمة بعد، فقد تعهد ترامب بطرد سميث "في غضون ثانيتين" من توليه منصبه، كما قال لمذيع الراديو هيو هيويت في 24 أكتوبر الماضي.
والجمعة، قال المدعي العام السابق جلين كيرشنر إن سميث "يستطيع إجبار دونالد ترامب" على الخضوع للمحاكمة، من خلال توجيه الاتهام إلى المتآمرين معه في قضية التخريب في الانتخابات الفيدرالية. وذلك قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه.
ونقلت عنه "نيوزويك": يجب على جاك سميث توجيه الاتهام إلى المتآمرين مع دونالد ترامب، لأن ذلك سيجبر ترامب على التحرك.
وأضاف: "إذا كان دونالد ترامب يريد التخلص من القضايا المرفوعة ضد شركائه المجرمين، والمتآمرين معه، والأشخاص الذين ساعدوه في محاولة سرقة انتخابات 2020، وإذا كان يريد التخلص من هذه القضايا بعد أن يؤدي اليمين الدستورية كرئيس، فسوف يضطر إلى الانخراط في الفساد".
وأكد: "سميث كان سيوجه الاتهام لهؤلاء المتآمرين، لكن الأمر كان مسألة توقيت".