أشاد أطباء بعلاج جديد مبتكر لمرض الذئبة، يعدِّل وراثيًا خلايا المريض لمحاربة مرض المناعة الذاتية، الأمر الذي قد ينهي الحاجة إلى تناول الأدوية مدى الحياة.
ونقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قول الخبراء إن العلاج الجيني باستخدام الخلايا التائية CAR T-cell، الذي يستخدم عادة في مرضى السرطان، قد يؤدي إلى علاج المرض.
تختلف أعراض مرض الذئبة من خفيفة إلى شديدة، وتشمل آلام المفاصل ومشكلات جلدية والتعب والتهاب الأعضاء الرئيسية.
وغالبًا ما يتعين على المرضى تناول الأدوية طوال حياتهم، بدءًا من الإيبوبروفين إلى أقراص وحقن الستيرويد، أو أدوية مثبطة للمناعة أو بيولوجية أخرى.
ويُعتقد أن نحو 5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من هذه الحالة، والتي تؤثر في الغالب على النساء.
وفي ألمانيا، أصبح المرضى الذين تلقوا العلاج الجديد الآن في حالة هدوء ولا يحتاجون إلى تناول أدوية الذئبة.
وقال البروفيسور بن باركر، استشاري أمراض الروماتيزم في مستشفى مانشستر الملكي، إنه يعتقد أن هذا الاختراق يمكن أن يُحدِث ثورة في علاج مرضى الذئبة.
وأوضح باركر: "يتطلب مرض الذئبة تناول الأدوية مدى الحياة، ولكن هذا العلاج لديه القدرة على تغيير ذلك، وهو أمر مثير للغاية، ويمثل هذا العلاج الجديد الرائد معْلَمًا مهمًا في الأبحاث المتعلقة بمرض الذئبة".
وحتى الآن، تم استخدام الخلايا التائية CAR T-cell في الغالب لعلاج مرضى السرطان، لكن يعتقد الباحثون أنه يمكن أن يعالج مجموعة من الأمراض الأخرى، إذ يعمل عن طريق تعديل الخلايا وراثيًا لتمكين الجهاز المناعي للجسم من التعرف على الخلايا المصابة ومهاجمتها، ما يوفر علاجًا محتملاً.
تم علاج أول مريضة بريطانية، وهي امرأة تبلغ من العمر 32 عامًا تدعى كاثرين، في منشأة الأبحاث السريرية التابعة للمعهد الوطني لأبحاث الرعاية الصحية في مستشفى مانشستر الملكي في يوليو.
وتلقت كاتي تينكلر (50 عامًا) بالمملكة المتحدة علاج الخلايا التائية هذا الأسبوع في مستشفى يونيفرسيتي كوليدج، إلى جانب مريض أخر.
وقالت تينكلر، والتي تعاني من مرض الذئبة منذ 30 عامًا إنها "متحمسة للغاية للمشاركة في التجربة".
وذكرت: "إذا نجح هذا العلاج، فسوف يغير الحياة.. فحتى الآن، لم يكن هناك أي علاج محتمل لمرض الذئبة ونحلم بحياة خالية من ذلك المرض".
سيتم متابعة المرضى الذين يتلقون العلاج الجديد لمدة 15 عامًا لتقييم آثاره بالكامل، ويأمل الأطباء أن يتمكن العلاج من تصحيح الخلل الأساسي في الذئبة، وربما علاج أولئك الذين يعانون من أخطر أشكال المرض.
يحتاج الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الجديد إلى الإقامة في المستشفى لمدة 10 أيام، ويتم تحذيرهم من الآثار الجانبية المحتملة.
وتشمل الأثار الجانبية أن يكون جهاز المناعة لديهم عرضة للإصابة بالعدوى لعدة أسابيع، أو حالة أخرى تجعل جهاز المناعة يعمل بشكل زائد.