في تحول تاريخي جديد بالبيت الأبيض، أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعيين سوزي وايلز في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع.
ويعود اختيار ترامب "وايلز" إلى سجلها الناجح في حملاته الانتخابية السابقة، إذ اكتسبت سمعةً قويةً بفضل حنكتها وإدارتها الصارمة والمتقنة، كما أشاد ترامب بها في مناسبات عديدة بإسهاماتها الحاسمة.
يأتي هذا التعيين مع تأكيد مقربين من ترامب أنّ النجاح الشعبي الذي حققه يمثل إشارة للتوجه نحو تحقيق سياساته الانتخابية، ويقدم التقرير التالي نظرة تفصيلية على رحلة سوزي وايلز السياسية وأثرها في حملة ترامب، بالإضافة إلى أبعاد تعيينها لهذا الدور التاريخي.
مسيرة حافلة
تعد "وايلز" إحدى الشخصيات البارزة في المشهد السياسي الأمريكي، وامتدت خبرتها السياسية في ولاية فلوريدا عبر سنوات من العمل الدؤوب، كما أنها لعبت دورًا محوريًا في حملة ترامب لعام 2016، وقادت حملة رون دي سانتيس لمنصب حاكم فلوريدا في عام 2018.
وبالرغم من تراجع علاقتها مع دي سانتيس لاحقًا، عادت وايلز بسرعة إلى حملة ترامب في انتخابات 2020، لتواصل إثبات مهارتها التنظيمية وقدرتها على استعادة دعم الناخبين الجمهوريين في الولاية.
وعلى الرغم من قلة خبرتها في السياسة الفيدرالية في واشنطن، إذ لم تشغل مناصب في العاصمة منذ فترة طويلة، تعود وايلز إلى البيت الأبيض بمهمة جسيمة كمبعوثة للرئيس إلى وكالات السلطة التنفيذية والكونجرس.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أنّ وايلز شغلت في عهد رونالد ريجان مناصب تنفيذية، شملت عملها في وزارة العمل وتنسيق المواعيد في البيت الأبيض، ما زودها بخبرة سابقة، وإن كانت قديمة، في التعامل مع هيئات واشنطن الرسمية.
أهمية المنصب
يعد منصب رئيس موظفي البيت الأبيض من أهم المناصب في الإدارة الأمريكية، فمن يتولى هذا المنصب يكون دوره الإشراف على الشؤون اليومية والإدارية للرئاسة، فضلًا عن التنسيق بين السياسات الرئاسية ومختلف الإدارات الحكومية.
ووفق شبكة "سي إن إن"، يتطلب المنصب قدرة على تحقيق التوازن بين المصالح المتنوعة وحل النزاعات الداخلية، وهو ما يجعل رئيس موظفي البيت الأبيض شخصًا مؤثرًا في استقرار البيت الأبيض.
وخلال فترة ولاية ترامب السابقة، شهد البيت الأبيض تغييرات متكررة في هذا المنصب، إذ شغله أربعة أشخاص، هم رينس بريبوس وجون كيلي وميك مولفاني ومارك ميدوز.
يؤكد هذا التبديل المستمر على تعقيدات إدارة البيت الأبيض في عهد ترامب، وهو ما يضع على عاتق وايلز تحديًا كبيرًا لضمان استقرار الإدارة الجديدة.
وحظيت وايلز، بحسب تقارير شبكة "فوكس نيوز"، بإشادة كبيرة على دورها الفاعل في إدارة حملة ترامب الانتخابية الأخيرة، التي تميزت بالانضباط والدقة في التنفيذ، ما أعطى انطباعًا إيجابيًا عن مهاراتها التنظيمية وكفاءتها العالية.
وامتدح ترامب دور وايلز مرارًا، وخاصة في احتفال النصر الذي أُقيم في ويست بالم بيتش بفلوريدا، حيث شكرها شخصيًا على إسهاماتها الفعّالة في نجاح حملته.
وفي تصريح لمسؤول في حملة ترامب، نقلته شبكة "إن بي سي نيوز"، أُثني على وايلز باعتبارها شخصية تحظى باحترام واسع النطاق، حتى بين الديمقراطيين الذين يدركون موهبتها.
وأضاف المسؤول أن وايلز بدأت بالفعل مهام رئيس موظفي البيت الأبيض بشكل غير رسمي، وهو ما يعكس الدعم الكبير الذي تحظى به من زملائها في الحملة.
القيادة الحكيمة
ووفقًا لصحيفة "ذا هيل"، كان دعم فريق العمل لترشيح وايلز سببًا رئيسيًا لاختيارها، إذ أثبتت منذ فترة أنها تمثل القيادة الحكيمة القادرة على توجيه السياسات نحو أهداف واضحة.
يعد تعيين سوزي وايلز في منصب رئيس موظفي البيت الأبيض خطوة جريئة من ترامب، لأنه يجسد التحول نحو تمكين النساء من تولي مناصب قيادية رفيعة في الإدارة الأمريكية.
ومن المتوقع أن تكون وايلز بقدرتها على ضبط الإيقاع السياسي وإدارة الأزمات داعمًا قويًا لترامب في البيت الأبيض، لا سيما مع تزايد التحديات الداخلية والخارجية.
يذكر أنه في سياق ترشيح رئيس موظفي البيت الأبيض، كان اسم رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي ضمن الأسماء المطروحة، إلا أنه أعلن في مقابلة مع برنامج "جاي بنسون شو" أنه لن يقبل بهذا المنصب، ما دفع ترامب إلى الاتجاه نحو وايلز كخيار أساسي.