في أعقاب فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، برزت تحليلات مهمة حول تأثير نتائج هذا الاستحقاق على الأزمة الأوكرانية، إذ قدم أندرس فوج راسموسن، الأمين العام الأسبق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحليلًا حول إمكانية استثمار شخصية ترامب "غير المتوقعة" في تحقيق السلام.
مزيج فعال
يرى راسموسن، الذي تولى قيادة حلف الناتو في الفترة من 2009 إلى 2014، في تصريحات لصحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن هناك فرصة فريدة يمكن استغلالها في شخصية ترامب، موضحًا أنّ "المزج بين طبيعته غير المتوقعة ورغبته العارمة في تحقيق النصر ربما يشكل معادلة قوية لدفع عملية السلام في أوكرانيا".
ويرى "راسموسن" أن هذا المزيج يمكن أن يكون سلاحًا فعالًا في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن أحد المداخل المهمة للتعامل مع ترامب يكمن في مخاطبة طموحه وحرصه على النصر، وهو النهج الذي قد يدفعه إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه موسكو.
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام الأسبق لـ"ناتو": "يمكننا استخدام مزيج من عدم قابلية التنبؤ لدى ترامب مع رغبته في أن يكون منتصرًا لصنع معادلة قوية لتعزيز عملية السلام في أوكرانيا"، مضيفًا أنه يعتقد أن على ترامب "اختبار بوتين بوقف الحرب".
وشهدت الساحة الدولية تطورات في الأسابيع الأخيرة، خاصة مع انضمام قوات من كوريا الشمالية لتعزيز القوة العسكرية الروسية في أوكرانيا، فيما يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مناشداته المتكررة للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، لزيادة الدعم العسكري والمالي لكييف.
وتكتسب هذه المناشدات أهمية خاصة في ظل المخاوف من تأثير التغيير السياسي في واشنطن على استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
وفي سياق متصل، لفتت "بوليتيكو" إلى امتناع بوتين عن تهنئة ترامب بفوزه في الانتخابات، على الرغم من الإشادات المتكررة التي يوجهها الأخير له.
ويعكس هذا الموقف عمق الأزمة في العلاقات الروسية الأمريكية، والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التوتر.
مستقبل المساعدات العسكرية
وطرح راسموسن في تحليله تحذيرًا مهمًا يتعلق بمستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، فمن جهة، يقر بوجود "مخاطر" حقيقية تتعلق باحتمال قطع هذه المساعدات تحت قيادة ترامب، خاصة في ضوء تصريحاته السابقة المشككة في جدوى الدعم العسكري لكييف، ومن أخرى، يستبعد أن يقدم ترامب على إجبار الأوكرانيين على قبول تسوية سياسية غير عادلة.
وفي تحليل عميق لشخصية ترامب وتأثيرها على مسار المفاوضات، أكد راسموسن: "لا أعتقد أنه سيرغب في أن يُصوَّر كخاسر، فعندما تجبر الأوكرانيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ستكون يدك ضعيفة للغاية عند بدء تلك المحادثات."