مع اقتراب موعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، يعيش الشارع الأمريكي حالة من الترقب غير المسبوق وسط أجواء مشحونة بالتوتر والانتظار، وبين نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، يتوقف مستقبل السباق الانتخابي على موقف المرشحين من النتائج النهائية، وما إذا كانت الفوارق في النتائج بسيطة أو كبيرة.
وتتشابك السيناريوهات ما بين فوز ساحق لهاريس يحصّنها من طعون ترامب، وفوز ضئيل لها قد يفتح الباب أمام طعون قانونية، قد تؤدي إلى مشهد شبيه بما حدث في انتخابات عام 2000 بين بوش وآل جور.
سيناريوهات ما بعد إعلان النتائج
في حال فوز هاريس بفارق طفيف، يُرجح أن يسود التوتر المشهد السياسي الأمريكي، فقد أبدى ترامب طوال حملته الانتخابية رفضه لأي نتيجة لا تحمل اسمه كفائز.
وإذا قرر ترامب الطعن في النتائج، فمن المتوقع أن يتوجه إلى القضاء لتقديم عشرات الطعون القانونية، وقد تصل هذه الدعاوى في نهاية المطاف إلى المحكمة العليا، وهو أمر له سوابق تاريخية، إذ أوقفت المحكمة العليا، ذات الأغلبية المحافظة، عملية إعادة فرز الأصوات في فلوريدا عام 2000، ما ضمن الفوز لجورج بوش على آل جور، ليكون قرار المحكمة حاسمًا في تحديد هوية الرئيس.
تأكيد الكونجرس للنتائج
حتى لو أخفقت الطعون القانونية لترامب، يبقى للكونجرس دور محوري في اعتماد النتائج النهائية، حيث يعقد جلسة مشتركة في 6 يناير المقبل لكل عام انتخابي، يُفترض خلالها إضفاء الشرعية على النتائج.
في الماضي، كان هذا التاريخ يُحتفى به كرمز لديمقراطية أمريكا، إلا أن أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 أضفت أبعادًا جديدة على رمزية هذا اليوم، الذي بات يترقبه العالم باهتمام كبير.
وفي حال احتفظ الديمقراطيون بالأغلبية داخل الكونجرس، يتوقع أن تتم المصادقة على النتائج بسهولة ودون عوائق، أما إذا سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، فقد يبرز احتمال أن يرفض رئيس المجلس، مايك جونسون، طرح النتائج للتصويت، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعقيد الوضع.
إلى أين تتجه الديمقراطية الأمريكية؟
في ضوء الاستقطاب السياسي الراهن، تتجه أنظار العالم إلى الانتخابات الأمريكية، التي قد تحدد مستقبل السياسة والديمقراطية في الولايات المتحدة.
وبينما تتأرجح الاحتمالات بين طعون قضائية ومعارك داخل الكونجرس، يبقى السؤال الكبير: هل ستسفر هذه الانتخابات عن استقرار جديد، أم ستعيد للأذهان توترات الماضي وتهدد تماسك النظام الديمقراطي الأمريكي؟