عبر 119 دقيقة ومن خلال قصة حقيقية دخلت الممثلة درة مجال الإخراج بالفيلم الوثائقي "وين صرنا"، الذي يعد أيضًا أولى تجاربها الإنتاجية، ويتناول حكاية أسرة فلسطينية من آلاف الأسر التي وقعت ضحية للاحتلال الإسرائيلي واضطرت إلى الهروب من القصف المتواصل على قطاع غزة.
التجربة الجديدة للفنانة درة تزامن إطلاقها مع تكريمها أيضًا في مهرجان VA-FIlm بدورته الأولى في العين السخنة، لتحتفي إدارة المهرجان الوليد بالنجمة في ظل خوضها خطوة فنية جديدة في مستقبلها المهني الذي كانت قد بدأته على خشبة المسرح في تونس من خلال عرض مسرحي بعنوان "المجنون" عن نص لجبران خليل جبران.
"اخترت قصة واقعية لأشخاص حقيقيين، وبدافع خاص للتعبير عن اهتمامي ودعمي للقضية الفلسطينية"، هكذا وصفت درة دوافعها لإخراج وإنتاج الفيلم في ندوة تكريمها بالمهرجان التي أقيمت اليوم الاثنين، مضيفة: "يحكي العمل عن امرأة شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد 3 أشهر من العدوان الاسرائيلي رفقة ابنتيها التوأم، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة 5 سنوات".
أعشق الوجوه الصادقة
واستطردت: تتصاعد أحداث الفيلم، حيث لم يستطع زوجها المجيء إلى مصر، واضطرت إلى انتظاره نحو شهرين.
كان الفيلم بمثابة تحد كبير للفنانة التي ظهرت للمرة الأولى في السينما المصرية من خلال فيلم "هي فوضى" وذاع صيتها في فيلمها الثاني "الأولة في الغرام"، ليكون عبورها إلى الجمهور عبر بوابة المخرج البارز يوسف شاهين، والكاتب الأشهر وحيد حامد.
وحول ذلك التحدي تقول درة: تحمست للفيلم بسبب الأسرة التي يتناول قصتها العمل، فهم أشخاص حقيقيون وأنا أعشق التعبير عن الوجوه الصادقة، وأؤمن بأن المخرج الناجح يجب أن يحب الممثلين الذين يعمل معهم أو الأشخاص الذين يعبر عن قصتهم.
وتؤكد الفنانة التي دخلت عالم الإخراج حديثًا، أنه لفت نظرها في هذه الأسرة الفلسطينية ما تتمتع به من عزة نفس، وما عاشته من دمار على يد جيش الاحتلال، مشيرة إلى أنها صورت بعض المشاهد في فلسطين بمساعدة أحد عمال الكاميرا.
وعبرت درة عن سعادتها بإنجاز الفيلم الذي قد يكون بمثابة جزء من بريق الأمل تمنحه للشعب الفلسطيني، وأن اختياره في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أمر يسعدها بشدة؛ نظرًا لقيمة المهرجان الدولية المهمة.
أول مخرجة ومنتجة
درة أصبحت أول ممثلة تتولى مهمة الإخراج والإنتاج في آن واحد بين بنات جيلها، وأول ممثلة تقدم فيلمًا وثائقيًا كمخرجة، لكنها لا تحب المقارنات في الوسط الفني، وقالت إن كل شخص لديه شيء يميزه عن الآخرين.
وبالإضافة إلى أهمية الفيلم على مستوى السرد والقصة، تمتلك درة دافعًا آخر ذاتيًا لهذه التجربة، إذ قالت: أستمتع بتجربة الإخراج التي من خلالها أحقق رؤيتي، وليس فقط أن أكون جزءًا من رؤية مخرج آخر، كما أستمتع بأن يكون هناك شخص آخر أمام الكاميرا أصوره ولست أنا فقط.
تشير درة إلى رغبتها الشديدة في إخراج فيلم من بطولة يسرا؛ لأنها ترغب في تقديمها بشكل مختلف، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا؛ نظرًا لأنها بالفعل جسدت أدوارًا متنوعة في مشوارها المهني.