تتسارع وتيرة الجهود الدبلوماسية على الساحة الدولية لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يقودها تحالف عربي وإسلامي مستفيدًا من أجواء سياسية متغيرة، ومع تزايد الدعم الأوروبي لهذه المبادرة، يشهد الخطاب الدولي تحولات واضحة، تاركًا إسرائيل على الهامش في مسار النقاش.
ويبدو أن العالم العربي يحظى بدعم غير مسبوق من الدول الغربية، في وقت يستمر فيه التوتر في المنطقة، ما قد يؤدي إلى تحولات جذرية في مستقبل الصراع، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
دعم عربي لحل الدولتين
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى زيادة ملحوظة في الدعم العربي الرسمي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال الربع الثاني من عام 2024. وذكر التقرير أن معظم البيانات الصادرة عن وزارات الخارجية العربية تحتوي على دعوات صريحة لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مما يشير إلى تنامي التوجه العربي في هذا السياق.
وأوضحت دراسة للدكتور موران زيجا من جامعة رايخمان العبرية أن هذا التوجه يرافقه أيضًا مناشدات عربية مستمرة للمجتمع الدولي، لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
تحول الخطاب الدولي
يرى "زيجا"، الباحث الإسرائيلي في قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أن تركيز الخطاب الدولي قد تحول بصورة كبيرة ليصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وذلك من خلال تسليط الضوء على معاناة سكان قطاع غزة والدعوة إلى حل سياسي ينهي الأزمة.
وتزامنًا مع هذه التحولات، أعلنت دول أوروبية مثل النرويج وإيرلندا وإسبانيا اعترافها بالدولة الفلسطينية، استجابة للضغط الدبلوماسي الذي تمارسه الدول العربية لدعم حل الدولتين.
تحركات حثيثة داخل الأمم المتحدة
تسعى الدول العربية بجهد ملموس داخل الأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، رغم اعتراض الفيتو الأمريكي على هذا المسار. وتضغط الدول العربية من أجل منح فلسطين عضوية كاملة في الجمعية العامة، فيما يوضح الدكتور زيجا أن التحالف العربي يستغل الوضع الدولي الحالي لإعادة فتح النقاش حول حل الدولتين، مستهدفًا دعمًا أوسع لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
عزلة إسرائيل عن السياق الدولي
في ظل تنامي النقاش حول القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، باتت إسرائيل تواجه عزلة واضحة مع استمرار الدول العربية في إدارة المحادثات وتنظيم المؤتمرات لدعم المطالب الفلسطينية.
ووفقًا لتحليلات "زيجا"، تعيش إسرائيل وضعًا دبلوماسيًا صعبًا؛ نظرًا لغيابها عن سياق النقاشات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، فيما تواصل الدول العربية حشد التأييد العالمي للقضية الفلسطينية.
تأثير الانتخابات الأمريكية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد التكهنات حول انعكاس نتائجها على مسار الصراع، وترى إسرائيل أن فوز دونالد ترامب قد يخفف الضغط الدولي عليها فيما يتعلق بحل الدولتين، بينما يُتوقع أن يؤدي فوز كامالا هاريس إلى تصعيد الضغوط نحو تقديم حل شامل للصراع.
وقد أبدت إدارة ترامب سابقًا استعدادًا لدعم حلول تراعي وجهة النظر الإسرائيلية، إلا أن فريق هاريس ربما يدفع باتجاه جهود دولية لفرض تسوية دون اشتراط موافقة إسرائيلية.