في خضم التوترات الأمنية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، اتخذت العديد من شركات الطيران العالمية قرارًا غير مسبوق بتأجيل استئناف رحلاتها إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأثرت التحديات الأمنية والاعتبارات السياسية التي تواجهها دولة الاحتلال بشكل كبير على قرارات العديد من الناقلات الجوية، لتعلن تعليق رحلاتها حتى نهاية عام 2025، مع عدم وضوح ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب، وبينما تتفاوت قرارات الشركات، يجتمع الكل على تأجيل غير مسبوق يعكس مدى الحذر في ظل الظروف الراهنة، وذلك وفق تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
تأجيلات جماعية لشركات الطيران
قامت الخطوط الجوية الأمريكية، وهي واحدة من كبرى شركات الطيران في العالم، بإلغاء رحلاتها إلى إسرائيل حتى نهاية صيف عام 2025، هذا القرار ليس بمعزل عن باقي الشركات، إذ سارعت العديد من شركات الطيران الأجنبية إلى اتخاذ خطوات مشابهة، معلنة تأجيل استئناف رحلاتها إلى إسرائيل حتى العام المقبل.
وتعد الخطوط الجوية الأمريكية الشركة الأولى التي تمدد قرار تعليق الرحلات حتى نهاية موسم الصيف، ما يشير إلى وجود أسباب قوية وراء هذا التأخير المطول.
وأعلنت مجموعة لوفتهانزا التي تضم شركات الخطوط الجوية لوفتهانزا والسويسرية والخطوط الجوية النمساوية وخطوط بروكسل الجوية ويورو وينجز، استمرار تعليق الرحلات الجوية إلى تل أبيب حتى 25 نوفمبر.
كما ألغت الخطوط الجوية الفرنسية، رحلاتها على طريق باريس-ناتسوفو حتى 5 نوفمبر، وأعلنت شركة طيران ترانسافيا إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل حتى 30 نوفمبر، كما ألغت الخطوط الجوية البولندية رحلاتها إلى إسرائيل حتى 19 نوفمبر.
أيضًا أعلنت شركة الطيران البلغارية Bulgaria Air، إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل حتى 22 ديسمبر، حيث جاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة من استئناف الشركة رحلاتها إلى إسرائيل، كما أعلنت شركة الطيران الوطنية لجمهورية سيشل تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى 7 يناير 2025.
قائمة طويلة من الإلغاءات
وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية أنها لن تطير إلى إسرائيل مرة أخرى حتى أبريل 2025 على الأقل، وألغت شركة الطيران الوطنية اليونانية رحلاتها إلى إسرائيل حتى 30 نوفمبر، كما أعلنت شركة "ويز إير" المجرية تمديد إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل حتى 14 يناير المقبل.
أيضا ألغت شركة Iberia Express الإسبانية رحلاتها إلى إسرائيل حتى 30 نوفمبر، كما أعلنت شركة Naus الإيطالية أنها لن تعود إلى إسرائيل حتى الأول من نوفمبر، وألغت شركة الطيران التركية الهولندية، رحلاتها إلى إسرائيل حتى إشعار آخر.
شملت قائمة شركات الطيران التي أعلنت إلغاء رحلاتها إلى دولة الاحتلال "شركة طيران ترانسافيا الهولندية، والخطوط الجوية الأذربيجانية، وشركة فيرجن أتلانتيك البريطانية، وشركة طيران البلطيق، وشركة الطيران الوطنية في لاتفيا، و"ايه تي آي"، والخطوط الجوية الإيطالية (ITA).
كما شملت القائمة "شركة Rainier الأيرلندية، وشركة طيران الهند، وشركة الطيران الأمريكية دلتا إيرلاينز، وشركة يونايتد إيرلاينز، وشركة طيران ويلينج الإسبانية، وشركة الخطوط الجوية الكرواتية، وشركة طيران كندا، وشركة كاثي باسيفيك، وشركة إيزي جيت، وشركة KLM".
إجراءات حذر متزايد
إضافة إلى الخطوط الجوية الأمريكية، قررت العديد من الشركات الأوروبية اتخاذ قرارات مشابهة، حيث أعلنت شركة KLM الهولندية عن تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى يناير 2025.
بينما حددت الخطوط الجوية البريطانية وفيرجن أتلانتيك موعدًا مستهدفًا لعودة رحلاتها إلى إسرائيل في أبريل من العام ذاته. كما أرجأت إيزي جيت، دلتا، والخطوط الجوية الفرنسية استئناف رحلاتها إلى ما بين يناير وأبريل، مما يعكس المخاوف الأمنية السائدة.
توصيات تقييم المخاطر
أصدرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) توصيات بضرورة إجراء تقييمات مخاطر لكل رحلة قد تمر عبر المجال الجوي الإسرائيلي، استجابةً لتصاعد النزاع بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، إذ يشمل الصراع إطلاق صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار من لبنان، ما يزيد من خطورة الأجواء.
وعلى الرغم من تأكيد هيئة الطيران المدني الإسرائيلية قدرتها على إدارة المخاطر، فإن الوكالة الأوروبية ترى أن شدة الصراع المتزايدة ومستوى التوتر مع إيران تشكلان مخاطر كبيرة على الطيران المدني في المنطقة.
حذر دولي
إضافة إلى الشركات الأوروبية، اتخذت العديد من شركات الطيران الدولية الأخرى إجراءات مماثلة، إذ أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية، ترانسافيا، والخطوط الجوية البلغارية تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى إشعار آخر، حيث تتفاوت تواريخ استئناف الرحلات بين نهاية عام 2024 وبداية 2025.
فيما أعلنت شركات طيران مثل ويسرائير الإسرائيلية عن زيادة عدد رحلاتها لتلبية الطلب المتزايد بسبب غياب الشركات الأجنبية.
بينما قامت شركات الطيران الأجنبية بتعليق رحلاتها، بادرت شركات الطيران الإسرائيلية بزيادة عدد رحلاتها في بعض الوجهات الدولية، على سبيل المثال، أعلنت شركة يسرائير عن تسيير أربع إلى خمس رحلات أسبوعية إلى مطار لوتون في لندن اعتبارًا من 17 نوفمبر، كما وسّعت شركة "أركيا" عملياتها بإضافة وجهات جديدة، مثل ميلانو وبودابست، لتلبية الطلب المتزايد.
مستقبل غامض
ويبقى قرار تأجيل الرحلات الجوية إلى إسرائيل مفتوحًا على التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، حيث يعتمد استئناف الرحلات بشكل كبير على مدى الاستقرار المستقبلي للأوضاع.
وفي ظل هذه القرارات المتواصلة من شركات الطيران العالمية، تترقب الشركات المحلية بصبر عودة الحياة إلى طبيعتها وعودة الطيران الدولي كجزء من جهودها لدعم الاقتصاد المحلي.