الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبل 13 نوفمبر.. واشنطن تضغط على نتنياهو لتسهيل المساعدات لغزة

  • مشاركة :
post-title
آثار العدوان الإسرائيلي على شمال غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تصعيد الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، لتلبية المطالب الأمريكية المتعلقة بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، الذين أكدوا أن واشنطن لم تعد قادرة على الدفاع عن الاحتلال.

وحسبما نقل الموقع عن مسؤول أمريكي، إذا فشلت إسرائيل في تنفيذ المطالب الأمريكية بالكامل بحلول 13 نوفمبر الجاري، فقد تعلق الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لجيش الاحتلال، وهي الخطوة التي تجنبتها إدارة بايدن حتى الآن، ولكنها تحظى بمزيد من الدعم داخل وزارة الخارجية الأمريكية.

وأوضح الموقع أن تحديد ما إذا كانت دولة الاحتلال قد أوفت بالتزاماتها تجاه الولايات المتحدة، وما إذا كانت قد انتهكت القانون الأمريكي أثناء الحرب على غزة، قد يكون أول قرار رئيسي يتعين على إدارة بايدن اتخاذه خلال الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الرئاسية.

وفي 13 أكتوبر المنصرم، أرسل وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، رسالة إلى نظيريهما الإسرائيليين تتضمن إنذارا نهائيا، بأنه يتعين على إسرائيل أن تتخذ خطوات في غضون 30 يومًا لتحسين الظروف الإنسانية المزرية في غزة، أو تخاطر بتأثر إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.

وفي مارس الماضي، أرسلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي التزاما مكتوبا إلى إدارة بايدن بالالتزام بهذه الشروط.

وأشارت الرسالة الصادرة عن بلينكين وأوستن، إلى أن الإدارة لا تعتقد أن إسرائيل تفي بهذه الالتزامات.

وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في شمال غزة أدت إلى خفض المساعدات الإنسانية للمنطقة بشكل حاد إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب على القطاع قبل أكثر من عام.

وزعم جيش الاحتلال إن هدف العملية، التي تركز على مدينة جباليا، هو منع حماس من إعادة تجميع صفوفها. والآن أصبح لدى الفلسطينيين هناك كميات ضئيلة للغاية من الغذاء والإمدادات الطبية، وهم يتعرضون لقصف عنيف. وقد اضطر ما لا يقل عن خمسين ألف فلسطيني إلى مغادرة المنطقة منذ بدء الاجتياح الإسرائيلي.

وتقول منظمات الإغاثة إن الاجتياح الإسرائيلي يأتي ضمن تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات" التي تنص على إغلاق شمال غزة وتجويع سكان المنطقة.

وينفي جيش الاحتلال تنفيذ هذه الخطة، لكن المسؤولين الأمريكيين يشككون بشكل متزايد في العملية العسكرية الإسرائيلية.

وقال مسؤولون أمريكيون لأكسيوس، إن بلينكن طرح المطالب في الرسالة أثناء اجتماعاته في إسرائيل الأسبوع الماضي، ودعا وزير الخارجية الأمريكي إلى عقد عدة اجتماعات داخلية لمتابعة ما إذا كانت إسرائيل تنفذ الطلبات الأمريكية.

كما أثار أوستن المطالب الأمريكية في عدة مكالمات هاتفية مؤخرا مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مع أوستن، أمس الخميس: "نحن وفريقنا نتابع بعناية شديدة مسؤوليات إسرائيل في الالتزام بنص القانون فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية".

وقال بلينكن وأوستن إن إسرائيل أحرزت تقدما، لكنهما أكدا أنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود.

وقال بلينكن "إن إرسال الشاحنات إلى غزة ليس كافيا. فمن الأهمية بمكان أن يتم توزيع ما تحمله الشاحنات معها بشكل فعال داخل غزة".

وقال مسؤولان إسرائيليان ومسؤولان أمريكيان لأكسيوس، إن مسؤولي وزارة الخارجية عقدوا اجتماعات صعبة ومكالمات هاتفية في الأيام الأخيرة مع نظرائهم الإسرائيليين مطالبين إياهم ببذل المزيد من الجهود لتنفيذ المطالب.

واحتج مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين على الغارة الجوية الإسرائيلية التي دمرت مبنى سكنيًا في شمال غزة وأسفرت عن استشهاد العشرات من الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من الأطفال.

وأشاروا أيضًا إلى عدم وصول أي مساعدات إلى جباليا، وأعربوا عن قلقهم إزاء القانون الإسرائيلي الجديد، الذي يحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا"، والذي من شأنه أن يحد بشكل كبير من عمل مقدم المساعدات الإنسانية الرئيسي للأمم المتحدة في غزة.

وفي الوقت نفسه، صعد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر انتقاداته العلنية لإسرائيل والأزمة في غزة بشكل كبير.

وأشارت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، خلال اجتماع لمجلس الأمن في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى أن إسرائيل تقوم بتجويع الفلسطينيين في جباليا. وقال مسؤول أمريكي كبير: "نشعر أننا لم نعد قادرين على الدفاع عن هذا".

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر كلف بصياغة الرد على الرسالة الواردة من بلينكن وأوستن.

وأضاف المسؤولون إنهم يتوقعون أن يتم الانتهاء من الرسالة وإرسالها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فقط، حيث من المرجح أن تؤثر النتائج على محتواها.

واستبعد مسؤولون أمريكيون أن تلبي إسرائيل مطالب إدارة بايدن، بما في ذلك دخول 350 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميًا بحلول 13 نوفمبر.

ولفت "أكسيوس" إلى أن العديد من المطالب الأمريكية تحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي حتى يتم تنفيذها، وهو من المستبعد أن يحدث قبل الانتخابات الأمريكية.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت قبل أيام، عن مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس جو بايدن تلقت حوالي 500 تقرير عن استخدام إسرائيل أسلحة أمريكية في حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ خطوات كافية للتحقيق في هذه المزاعم.

وأوضحت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن بعض هذه التقارير التي تلقتها وزارة الخارجية الأمريكية قد تنطوي على انتهاكات للقوانين الأمريكية والدولية.

وتشمل التقارير، التي تتضمن وثائق من وكالات حكومية أمريكية ومنظمات دولية ومدافعين عن حقوق الإنسان وشهود عيان، صورًا لشظايا قنابل أمريكية الصنع عُثر عليها في مواقع القصف الذي قتل عشرات الأطفال الفلسطينيين.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية تعتمد على "إرشادات الاستجابة لحوادث الأضرار المدَنية"، التي تستوجب التحقيق في غضون شهرين من تلقي التقارير، فإنه لم يصل أي من هذه التقارير إلى مرحلة "اتخاذ إجراء"، وفقا لمسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين.

وبحسب الصحيفة، فإن حوالي ثلثي التقارير المقدمة لا تزال دون معالجة، حيث تنتظر وزارة الخارجية رد الحكومة الإسرائيلية للتأكد من ظروف وملابسات الحالات.