في الوقت الذي يحاول فيه علماء السياسة الأمريكية وخبراء استطلاعات الرأي التنبؤ بمن سيكون الفائز في الانتخابات الرئاسية الحالية، كان أصحاب المتاجر التي تبيع السلع والمنتجات الانتخابية المختلفة يروون أن مبيعاتهم قادرة على معرفة الفائز.
ويرى مالكوا المتاجر التي تبيع منتجات الحملات الأمريكية، وفقًا لإذاعة صوت أمريكا، أن هناك علاقة مباشرة بين المبيعات الأكثر شعبية في تلك الحملات والنتيجة النهائية المنتظر إعلانها، وبالنسبة لهم يعود ذلك إلى عهد رونالد ريجان.
مثال واضح
كان من هؤلاء ستيف فيربير، المالك المشارك لشركة كوليكتيبلز، الذي أكد أن مبيعاتهم من منتجات الحملات الانتخابية للرؤساء الفائزين، تتجاوز بكثير مبيعات المرشحين الذين خسروا في الانتخابات، إذ ذكر العديد من الأمثلة التي تؤيد ذلك.
كان من أهم تلك التوقعات في انتخابات 2020، التي فاز فيها الرئيس الحالي جو بايدن ضد دونالد ترامب، تجاوز إجمالي عدد طلبات بضائع بايدن طلبات بضائع ترامب بنسبة 8.3%، خاصة الأزرار المناهضة لترامب التي كانت تمثل أكثر من 30% من المبيعات.
مخالفة التوقعات
لكن ذلك لم يمنع - كما يقول صاحب أشهر المتاجر التي تأسست منذ عام 1973 - أن تُخالف المبيعات توقعات الفائز في الانتخابات التي وصلت 11 عملية انتخابية منذ بدء العمل في بيع منتجاته على كل مواقع التجارة الإلكترونية.
وحدث ذلك الأمر مرتين فقط، الأولى عندما ترشح آل جور ضد جورج دبليو بوش، عام 2000، وعندما ترشحت هيلاري كلينتون ضد دونالد ترامب، عام 2016، إذ اشترى الأمريكيون المزيد من تلك البضائع لصالح آل جور وكلينتون.
وعلى الرغم من أن النتيجة كانت خاطئة، لكن اللافت للنظر في الأمر هو أنه في كلتا المرتين، فاز آل جور وهيلاري كلينتون بالتصويت الشعبي، وليس تصويت المجمع الانتخابي.
السلع الانتخابية
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية أن مبيعات السلع الانتخابية الأمريكية المنتجة في مدينة ييوو الصينية، عام 2016، تنبأت بشكل صحيح بفوز ترامب غير المتوقع في ذلك العام، وهو الأمر الذي فشل خبراء استطلاعات الرأي في تحقيقه.
في تلك الانتخابات، كانت كلينتون تتقدم في استطلاعات الرأي بالأسابيع الأخيرة من الحملة، لكن في المقابل كانت مبيعات السلع المؤيدة لها في انخفاض كبير، وعلى العكس من ذلك كانت مبيعات السلع المؤيدة لترامب في ارتفاع كبير.
نتائج الانتخابات
يعتقد أغلبية الأمريكيين أن البضائع السياسية تؤثر على نتائج الانتخابات، بحسب استطلاع رأي أجرته شركة Censuswide الاستشارية المستقلة لأبحاث السوق، إذ قال 70% من الأشخاص إنهم اشتروا سلعًا سياسية على أمل التأثير على الآخرين لدعم نفس المرشح.
وأكد 68% من الناخبين أنهم يعتقدون أن شراء السلع السياسية من شأنه أن يؤثر على نتائج الانتخابات، وتبين أن الملابس، مثل القمصان والسترات، هي الخيار الأول للمشترين من بضائع الحملات، تليها القبعات ولافتات السيارات.
رأي آخر
وبخصوص الانتخابات الحالية، جاء في تقرير نشرته منصة تسويق التجارة الإلكترونية Omnisend، أن مبيعات البضائع التي تحمل علامة ترامب التجارية تفوقت على مبيعات البضائع التي تحمل علامة بايدن أو كامالا هاريس، بنسبة تزيد على 5 إلى 1 من أبريل لسبتمبر.
وخلال تلك الفترة أظهرت البيانات أن بائعي تلك المنتجات حققوا 140 مليون دولار من البضائع المؤيدة لترامب، مقارنة بـ26 مليون دولار من أولئك الذين باعوا البضائع المؤيدة لبايدن-هاريس، وحتى بعد دخول هاريس السباق الرئاسي، أواخر يوليو، لا تزال بضائع ترامب تُباع أكثر من هاريس.
ولكن خبراء التسويق السياسي، بحسب إذاعة صوت أمريكا، لهم رأي آخر، إذ يرون أن البضائع السياسية لها تأثير ضئيل على نتائج الانتخابات، وأن الأمر متوقف على المهارات القيادية للمرشحين والارتباطات العاطفية مع الناخبين التي تعد العوامل الأكثر أهمية لتحقيق الفوز، تليها القضايا والسياسات.