تتواصل مساعٍ دولية وإقليمية لإنهاء حالة التوتر المتصاعدة منذ عدة أشهر في لبنان، على خلفية المواجهات المستمرة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية.
وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن ملامح اتفاق لإنهاء القتال جنوب لبنان باتت تلوح في الأفق، إذ أكدت ثلاثة مصادر مطلعة أنّ مستشاريْن كبيريْن للرئيس الأمريكي جو بايدن سيصلان إلى إسرائيل، اليوم الخميس، في محاولة لإبرام صفقة من شأنها إنهاء الحرب في لبنان، والسماح للمدنيين النازحين من جانبي الحدود بالعودة إلى بيوتهم.
مؤشرات إيجابية
وذكر مسؤولون إسرائيليون أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا مع عدد من الوزراء وكبار قادة قوات الجيش وأجهزة الاستخبارات، مساء الثلاثاء الماضي، لمناقشة الصفقة المحتملة.
واستشهد الموقع الأمريكي بعدد من الدلائل التي تشير إلى قرب التوصل لاتفاق بشأن لبنان، أبرزها ذهاب مستشاريّ بايدن، بريت ماكجورك وآموس هوكشتاين، إلى إسرائيل، وهو ما يشير إلى تأييد نتنياهو للصفقة المحتملة.
وأشار إلى أن "هوكشتاين" كان يعمل منذ أكثر من عام على التوصل إلى اتفاق يمكن أن ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله، وخلال الأسابيع الأخيرة، بدأت ملامح الاتفاق تتشكل في الأفق.
وزار هوكشتاين بيروت الأسبوع الماضي، وحصل على ردٍّ إيجابي من المسؤولين اللبنانيين حول إمكانية التحرك نحو وقف إطلاق النار، وفي المقابل، أظهر الجانب الإسرائيلي، أيضًا علامات تشير إلى مزيد من الانفتاح على إنهاء الحرب في لبنان.
تفاصيل الاتفاق
وحول تفاصيل الاتفاق المحتمل، قال "أكسيوس"، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، إن الاتفاق الذي يجري مناقشته يستند إلى إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006 في لبنان، كما يتضمن الاتفاق إعلان وقف إطلاق النار، يتبعه فترة انتقالية مدتها 60 يومًا.
خلال هذه الفترة الانتقالية، سينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني بعيدًا عن الحدود الإسرائيلية، وسينشر الجيش اللبناني نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل، لينضموا إلى قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل هناك، ومن ثم ستنسحب قوات جيش الاحتلال تدريجيًا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود، حسب الموقع الأمريكي.
وعطفًا على ذلك، ذكر مسؤولون إسرائيليون أنّ جيش الاحتلال بات قريبًا من إنهاء عمليته البرية في القرى في جنوب لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل، فيما قال مسؤولون آخرون إن جيش الاحتلال أوصى نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، بأن الوقت الحالي "مناسب للتوصل إلى حل دبلوماسي"؛ لإنهاء القتال مع حزب الله وتجنب التورط في حرب بلبنان.
مطالب إسرائيلية
وقبل أسبوعين، قدمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة بشروطها لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، تتضمن السماح لجيش الاحتلال بالمشاركة فيما وصفته بـ"التنفيذ النشط" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله، ومنعه من استعادة بنيته التحتية العسكرية في مناطق جنوب لبنان القريبة من الحدود.
وفي حين أن هذا الشرط لن يكون جزءًا من الاتفاق المحتمل مع لبنان، فإن إسرائيل ترغب في الحصول على تأكيدات من إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة ستدعم هذا "التنفيذ النشط"، حسب "أكسيوس".
وإجمالًا، أكد "أكسيوس"، استنادًا لمعلومات من مسؤولين، أنه من المتوقع أن يلتقي هوكشتاين وماكجورك مع نتنياهو وجالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومن ثم تقديم المقترح الرسمي لاتفاق وقف إطلاق النار، والذي جرت صياغته بعد الاستماع إلى مواقف الجانبين.