في إطار المراجعة الشاملة للأزمات واستعدادات الاتحاد الأوروبي للحرب، التي صدرت اليوم الأربعاء، أشار الرئيس الفنلندي السابق ساولي نينيستو إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى وكالة استخباراتية خاصة به؛ كما نقل تقرير للنسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".
وأكد نينيستو أهمية الجهاز الأمني الجديد، الذي يُزعم أن يكون مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لمساعدة بلدان الكتلة في صد التهديدات والمخربين والعملاء الأجانب الذين يعملون في العواصم المختلفة في جميع أنحاء القارة الأوروبية من خلال المزيد من تبادل المعلومات.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد كلفت نينيستو -الذي كان رئيسًا لفنلندا لأكثر من عقد من الزمان- في شهر مارس الماضي، بتقديم تقرير مفصل عن استعداد الكتلة للحرب والدفاع المدني، إلى جانب مقترحات للتحسين.
وسوف تصب نتائج نينيستو في صالح ولاية فون دير لاين الثانية، حيث سيحصل الاتحاد الأوروبي على أول مفوض دفاع على الإطلاق، والذي سيُكلف بصياغة ورقة بشأن الدفاع بحلول الربيع.
ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ومخاوف الأوروبيين من نشاط العملاء الروس في مختلف أنحاء الكتلة، تزداد المخاوف بشأن قدرة الوكالات الاستخباراتية الوطنية على التنبؤ بالنشاط الخبيث وعمليات التأثير وبث المعلومات المغلوطة.
تعاون وتكامل
في مخططه، يدعو نينيستو الاتحاد الأوروبي إلى تطوير "خدمة تعاون استخباراتية متكاملة على مستوى الاتحاد الأوروبي يمكنها تلبية الاحتياجات الاستراتيجية والتشغيلية"، في حين أضاف أن "شبكة مكافحة التخريب" ضرورية لحماية البنية التحتية.
وقال الرئيس الفنلندي السابق، بعد تقديم الخطة إلى جانب فون دير لاين، إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل "لتعزيز أعمال مكافحة التجسس في مؤسسات الاتحاد الأوروبي".
وتشير "بوليتيكو" إلى طرد العديد من الدبلوماسيين من العواصم الأوروبية وسط اتهامات بالتجسس "وأصبحت بروكسل نقطة ساخنة لنشاط العملاء مع وجود مئات المؤسسات والسفارات في المدينة. وعلاوة على ذلك، تسببت حرب روسيا وأوكرانيا في حدوث فوضى في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. من الطائرات بدون طيار التي تراقب مواقع تدريبات الجيوش، إلى محاولات اغتيال فاشلة لمسؤولي الأسلحة والهجمات على البنية التحتية تحت الماء".
وقال نينيستو إن الحلفاء الغربيين يتشاركون بالفعل في المعلومات الاستخباراتية من خلال شبكة "العيون الخمس" التي تربط بين الوكالات في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، وينبغي لهذه الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي أن تركز على الاستفادة الجيدة من المعلومات العاملة بالفعل.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى الثقة ببعضنا البعض".
مع هذا، يلفت التقرير إلى أن هناك فرصة ضئيلة لأن يختار الاتحاد الأوروبي أفضل وألمع المجندين للعمل في مهام عالية المخاطر في الخارج في أي وقت قريب.
الاستعداد للصراع
خلال الحديث عن استعدادات أوروبا لحرب محتملة مع روسيا وحلفائها في الكتلة الشرقية، قالت فون دير لاين "إننا نعلم جميعا أن جمع المعلومات الاستخباراتية هو في المقام الأول مسؤولية الدول الأعضاء. ويتعين علينا أن نبني على تحسين تدفق المعلومات وجمعها وجمع المعلومات الاستخباراتية".
وأضاف الرئيس الفنلندي السابق إن هناك العديد من المجالات الأخرى التي ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يعزز فيها استعداده للصراع.
واقترح نينيستو أيضًا قانونًا للاستعداد للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يحدد "المبادئ والمعايير والأهداف" التي ينبغي للدول أن تتعاون بموجبها.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى مليون خبير في الأمن السيبراني، وبينما لا يدعو إلى التجنيد العسكري، فإنه يدعو العواصم إلى تقديم برامج تشرك المدنيين في الدفاع الوطني.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية تحتاج أيضا إلى "جعل الأمر صعبًا قدر الإمكان على أجهزة الاستخبارات الأجنبية المعادية للعمل في أي مكان في الاتحاد الأوروبي".