يأتي قرار سلاح الجو الإسرائيلي الشهر الماضي بإرسال طائرتين من طراز F-35 لمرافقة طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال عودته من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كواحد من أبرز "سلسلة من المطالب غير العادية وغير المسبوقة من قبل زوجة رئيس الوزراء سارة نتنياهو"، حسبما نشر تقرير لموقع "والا".
ونقل الموقع عن مصادر مقربة من نتنياهو، بعد اغتيال جيش الاحتلال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كانت زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي "خائفة من إطلاق الصواريخ على الطائرة" ما دفعها إلى كثير من "الطلبات الخاصة" طوال الطريق، سواء إلى الولايات المتحدة أو في رحلة العودة.
يقول التقرير: "هذا هو مدى انشغالهم في زمن الحرب. في الأشهر الأخيرة، سعى مكتب نتنياهو إلى زيادة إجراءات الأمن. أيضًا، يحيط أمن الشاباك بنجل رئيس الوزراء يائير الذي يعيش في ميامي، بسبب الخوف من ردود أفعال إيران ووكلائها على الاغتيالات رفيعة المستوى التي تنفذها تل أبيب".
وبشكل عام، كانت المسؤولية عن أمن أفراد عائلة رئيس الوزراء، تقليديًا، في أيدي وحدة الحماية في مكتب رئيس الوزراء، ولكن بناء على طلب عائلة نتنياهو، تم تعزيزها في العام الماضي ونقلها إلى مسؤولية وحدة الأمن الشخصي التابعة لجهاز الشاباك (المسؤولة عن أمن رموز الحكم في إسرائيل).
ولفت تقرير الموقع العبري، إلى أنه بعد اندلاع العدوان على قطاع غزة، طلب الشاباك إعادة مسؤولية تأمين أفراد عائلة نتنياهو إلى الوضع السابق "لكن الطلب يتم تجاهله باستمرار".
وكان إطلاق الطائرة بدون طيار باتجاه منزل نتنياهو في قيساريا، قبل حوالي أسبوعين، أدى إلى رفع مستوى التأهب حول نتنياهو مرة أخرى "ومن بين أمور أخرى، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول رئيس الوزراء وأفراد عائلته ورموز الحكومة الأخرى، ونُقل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء من موقعه الدائم في مكتب رئيس الوزراء إلى الطابق السفلي في مبنى حكومي آخر، لأسباب أمنية.
جناح صهيون
حسب التقرير، ناقش السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي، رونان جوفمان، هذا الاحتمال مع قائد القوات الجوية تومر بار، الذي رفض أن تصاحب المقاتلات الحربية طائرة نتنياهو.
لكن بعد أيام قليلة، وعقب اغتيال نصر الله، ادعى مكتب نتنياهو أن "هناك خوفًا ملموسًا من رد فعل من جانب إيران أو حزب الله يستهدف "جناح صهيون" -اسم طائرة رئيس وزراء إسرائيل- وتلقى سلاح الجو طلبًا جديدًا، وهو مرافقة طائرات مقاتلة في طريق العودة من نيويورك، في المحطة الأخيرة من الرحلة من قبرص، تمت الموافقة على هذا الطلب، وتم إطلاق الطائرات بالفعل في الهواء ورافقت جناح صهيون عند هبوطها.
وفي هذه النقطة، بحسب مصادر الموقع الإسرائيلي، أرسل مكتب رئيس الوزراء طلبًا آخر إلى سلاح الجو، لتصوير طائرة نتنياهو من الجو والطائرات المقاتلة بجانبه لتكون هناك صورة للمرافقة. ووفق التقرير، رفضت القوات الجوية طلب التصوير، وكانت تعليمات الطائرات المقاتلة هي التحليق خلف طائرة نتنياهو حتى لا يمكن تصويرها لأغراض العلاقات العامة.
وردًا على الانتقادات الموجهة لزوجة نتنياهو، وصف مكتب رئيس الوزراء المزاعم المنشورة في التقرير بأنها "أخبار كاذبة بالكامل وهجوم آخر لا أساس له من الصحة على زوجة رئيس الوزراء".
ونقل "والا" عن مكتب نتنياهو: "لم يتعامل رئيس الوزراء وزوجته على الإطلاق مع أي قضية تتعلق بطائرة "جناح صهيون". إن القرارات المتعلقة بأمن رئيس الوزراء لا تتخذ إلا من قبل المسؤولين الأمنيين الحكوميين، وتحدد في إطار تقييمات الوضع المستمرة التي يقوم بها المسؤولون المهنيون أيضًا، خلافًا للادعاء الكاذب والوهمي".
وأضاف: "ينبغي التأكيد على أن مكتب رئيس الوزراء لم يتقدم بأي "طلبات خاصة" لطاقم الطائرة والقوات الجوية".
كما قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: "إن أمن طائرة رئيس الوزراء يتم تحديده وفقا لتقييم الوضع والإجراءات المتعلقة بالموضوع".