الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لحماية إسرائيل.. واشنطن تواجه نقصا في مخزون الصواريخ الاعتراضية

  • مشاركة :
post-title
صاروخ ثاد الأمريكي يحمي الاحتلال الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تواجه الولايات المتحدة استنزافًا كبيرًا في صواريخها الاعتراضية، بعد أكثر من عام من دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن هذا الاستنزاف في المخزونات العسكرية الأمريكية يثير قلق واشنطن بشأن استعدادها للرد على نقاط اشتعال محتملة جديدة في أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، إن المخاوف بشأن النقص المحتمل في الصواريخ الاعتراضية تزايدت في أعقاب الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران، التي قد تؤدي إلى رد انتقامي من جانب طهران بإطلاق دفعة أخرى من الصواريخ الباليستية.

وأضحت الصحيفة أن النقص يتعلق بشكل رئيسي بالصواريخ الموجهة من نظام "إيجيس" AEGIS، التي تم نشرها على بعض المدمرات التابعة للبحرية الأمريكية.

ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إلى أن الصواريخ "إيجيس" الأمريكية التي تطلقها السفن، لعبت دورًا محوريًا في حماية إسرائيل على مدى العام الماضي، ضد الهجمات الإيرانية المباشرة في أبريل وأوائل أكتوبر، هي من طراز SM-3، وتبلغ تكلفة كل منها 15 مليون دولار.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن هذه الصواريخ الاعتراضية ضرورية للجهود الأمريكية ضد هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ، التي يشنها الحوثيون في اليمن، وتستهدف إسرائيل والسفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، 7 أكتوبر 2023، أطلقت الولايات المتحدة أكثر من 100 صاروخ من طراز "ستاندارد"، وفق "يديعوت أحرونوت".

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الكشف عن العدد الدقيق للصواريخ الاعتراضية الموجودة في ترسانتها، لمنع إيران ووكلائها من استغلال هذه المعلومات. 

وقالت سابرينا سينج، المتحدثة باسم البنتاجون: "على مدار العام الماضي، عدّلت وزارة الدفاع انتشارها الإقليمي لحماية القوات الأمريكية والمساعدة في الدفاع عن إسرائيل، مع الأخذ في الاعتبار استعداد الولايات المتحدة ومخزوناتها".

وسلطت "وول ستريت جورنال" الضوء على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في زيادة إنتاج هذه الصواريخ، وتتمثل العقبة الرئيسية في إحجام الشركات الأمريكية عن الاستثمار بكثافة في خطوط إنتاج جديدة دون ضمانات باستمرار عمليات الشراء من جانب البنتاجون.

وأشار كارلوس ديل تورو، المسؤول الكبير في البنتاجون الذي يشرف على البحرية، إلى بعض التقدم في إنتاج نموذجين من صواريخ ستاندارد، لكنه أقر بأن هناك عقبات كبيرة لا تزال قائمة في تعزيز الإنتاج، موضحًا أن "كلما كان الصاروخ أكثر تطورًا، كلما أصبح تصنيعه أصعب".

وهذه الصواريخ باهظة الثمن، إذ تبلغ تكلفة كل منها عدة ملايين من الدولارات، وكثيرًا ما تطلق الولايات المتحدة صاروخين اعتراضيين لكل تهديد يتم اكتشافه.

ووفقًا لبيانات البحرية الأمريكية، بلغت تكلفة اعتراض السفن الأمريكية للصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية والحوثية منذ بدء الحرب على غزة العام الماضي، 1.8 مليار دولار.

وأعرب مصدر في الكونجرس الأمريكي عن إحباطه قائلًا: "هذه ذخائر باهظة الثمن لإسقاط أهداف حوثية دون المستوى"، مشيرًا إلى انخفاض تكاليف إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية بشكل كبير، مضيفًا: "يستغرق استبدال كل صاروخ اعتراضي أشهرًا بتكلفة عالية جدًا".

وأعربت مصادر أمريكية أيضًا عن مخاوفها بشأن قدرة "البنتاجون" على تجديد مخزوناته بنفس السرعة التي تنفد بها، ويزيد من هذا الضغط المساعدات العسكرية الواسعة النطاق التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، المتورطة في صراع طويل الأمد مع روسيا منذ أكثر من عامين ونصف العام.

ويقول إلياس يوسف، الباحث الأمني ​​في مركز ستيمسون بواشنطن، إن "الولايات المتحدة لم تطور قاعدة صناعية دفاعية مصممة لحروب الاستنزاف واسعة النطاق في كل من أوروبا والشرق الأوسط مع الحفاظ على معايير الجاهزية. وهذه صراعات مطولة لم يتم أخذها في الاعتبار في التخطيط الأمني ​​الأمريكي".

ويمكن لشركة "آر تي أكس" التي تعمل على تطوير صواريخ Standard، إنتاج عدة مئات من هذه الصواريخ سنويًا، ومع ذلك، ليست جميع هذه المنتجات مخصصة للولايات المتحدة، إذ تخدم الشركة 14 دولة أخرى.

وكجزء من "اقتصاد الأسلحة"، امتنعت القوات الأمريكية والإسرائيلية أحيانًا في أثناء الهجوم الإيراني، 1 أكتوبر الجاري، عن اعتراض صواريخ معينة إذا لم تكن تستهدف مناطق حساسة.

وتشير التقارير إلى أن نشر نظام الدفاع الجوي "ثاد" في إسرائيل مرتبط بالمخاوف بشأن النقص في صواريخ "ستاندرد"، إذ يستخدم نظام "ثاد" صواريخ مختلفة. وأرسل البنتاجون أيضًا بطاريات "باتريوت" إضافية إلى الشرق الأوسط، على الرغم من القيود الخاصة بها، إذ يتم إرسالها أيضًا إلى أوكرانيا.

وأشار المحلل في "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، إلى أن الاتفاق مع الولايات المتحدة على نشر نظام الدفاع الجوي "ثاد" في إسرائيل ينبع من القيود الأمريكية بقدر ما ينبع من الاحتياجات الإسرائيلية.

وزعم المحلل الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يحتاج إلى صواريخ اعتراضية وقاذفات أمريكية إضافية لمواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية الضخمة المحتملة.