واصل مهرجان الجونة السينمائي فعالياته لليوم الخامس على التوالي، حيث التقت، اليوم الاثنين، نخبة من الفنانين والمبدعين والمحبين للاحتفاء بسحر السينما، وإجراء نقاشات ثرية حول قدرة الفن على تجسيد قصص البشر وقضايا المجتمع بصدق وإبداع، ليكون نافذة مفتوحة على عوالم مختلفة، تتلاقى فيها الرؤى والأحلام لترسم ملامح الغد.
تأثير الدراما على المجتمع
البداية كانت في ندوة تأثر الدراما على المجتمع التي تحدث فيها يوسف الشريف، ونيللي كريم، والمخرج كريم الشناوي، والكاتب شريف عبد المسيح، وسلمى الفوال، إذ تطرقوا إلى تأثير الدراما على المجتمع ودورها في توجيه الجمهور، واستشهدت نيللي بموقف تعرضت له بعد عرض مسلسل "تحت السيطرة"، حيث شكرها أحدهم على دور المسلسل في مساعدة ابنه على مواجهة مشكلة الإدمان.
أما يوسف الشريف فأكد أن تأثير الدراما على المجتمع يتراكم بمرور الوقت، مشيرًا إلى أهمية الفن في التأثير على العقل الباطن. وشدّد على أن الفن لا يجب أن يُلام على انتشار الظواهر السلبية. من جهته، أوضح المخرج كريم الشناوي أن صنّاع الفن ليسوا خبراء اجتماعيين، وأن دور الفن يقتصر على عرض ما يحدث في المجتمع دون التزام بإحداث تغيير مباشر.
"السلم والثعبان" بعد 20 عامًا
واستعادت الأجيال الحاضرة ذكريات فيلم "السلم والثعبان" الذي رُمّم ويعرض لأول مرة بعد أكثر من 20 عامًا من إنتاجه، بحضور المخرج طارق العريان، والمؤلف والمنتج محمد حفظي، والنجمة حلا شيحة، وهشام نزيه مؤلف الموسيقى التصويرية للفيلم.
حلا شيحة وطارق العريان أكدا أن مصداقية القصة كانت السبب وراء استمرار الفيلم في قلوب الجماهير، واستعرض "العريان" تجربته بعد عودته من أمريكا، وسعيه لتقديم عمل يجمع بين الطابع التجاري والفكرة الجديدة.
فيما قال محمد حفظي إنه استفاد من الفرصة التي أتاحها له العريان لتطوير موهبته.
أما الموسيقار هشام نزيه فركز على دور الموسيقى التصويرية للفيلم وأهميتها، مشيرًا إلى أن رؤية العريان المبتكرة أسهمت في نجاح الموسيقى.
تحويل الروايات إلى السينما
وتحت عنوان "من الكتب إلى الشاشة: التقريب بين الأدب والسينما" التقت الكاتبة مريم نعوم، بمجموعة من الصنّاع وهم السيناريست تامر حبيب، والمؤلف أحمد مراد، وناقشوا ظاهرة هي تحويل الروايات الى السينما، حيث أكد تامر حبيب وجود قطيعة بين الأدب والسينما، واستعرض تجربته في تحويل الروايات إلى مسلسلات، مثل "لا تطفئ الشمس"، حيث تطلب العمل تحديثًا للقصة لتناسب الجيل الجديد.
من جانبه، تحدث أحمد مراد عن تجربته في تحويل رواياته إلى أفلام، مشيرًا إلى أهمية التجديد وعدم التمسك بقدسية النص عند تحويله إلى سيناريو، وأنه يتطلع لتحويل أعمال أخرى إلى السينما.
أما مريم نعوم، فتحدثت عن تجربتها في اقتباس رواية "بنت اسمها ذات"، التي استغرق تنفيذها وقتًا طويلًا لاستيعاب التاريخ الاجتماعي عبر عدة عقود. وأكدت "نعوم" أن التحدي يكمن في تقييد الأدباء للسيناريست بشروطهم، ما يجعل عملية التحويل معقدة.