"قصص ذات تأثير: ما وراء الأفلام"، كان هذا عنوان محور جلسة نقاشية في رابع أيام مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة، بمشاركة مجموعة من الشخصيات البارزة في صناعة السينما والعمل الإنساني. أدارت الجلسة المخرجة ماجي مورجان، وشارك فيها المنتج ريمي جريلتي، والممثلة كندة علوش، وحنان مالك، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإيف ساسينراث، الممثل المقيم الجديد لمنظمة الأمم المتحدة للسكان UNFPA.
افتتحت ماجي الجلسة بالترحيب بالحضور، واستعرضت أهداف النقاش الذي تناول تأثير الأفلام في ظل الأزمات والحروب، والتحديات التي تواجهها المجتمعات. تم تسليط الضوء على فيلم "المسافة صفر"، الذي تم تصويره في غزة، كوثيقة سينمائية تعكس المعاناة الإنسانية، ما يبرز دور السينما في تشكيل وجهات النظر ونقل الحقائق.
دور السينما في تغيير التصورات
وأكدت حنان مالك قدرة السينما على تغيير التصورات المجتمعية تجاه اللاجئين، مشيرةً إلى ضرورة تصويرهم كأشخاص إيجابيين ومساهمين، وليس كعوامل للمشكلات. وذكرت عددًا من الأفلام مثل "Swimmer" و"النزوح" و"ورقة توت"، التي تعاونت فيها مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، كأمثلة حية على كيفية تغيير النظرة المجتمعية تجاه قضايا اللاجئين. وأشارت إلى أن زيادة الوعي يمكن أن تسهم في تحسين العمل التطوعي والقرارات السياسية.
الإبداع كوسيلة للتغيير
وتحدث إيف ساسينراث عن مشروع مسلسل مكون من 33 حلقة، يهدف إلى تناول القضايا المتعلقة بالصحة الإنجابية والأدوار الاجتماعية للنساء في مصر. وقد أظهر المسلسل نجاحًا في الوصول إلى جمهور معين في صعيد مصر، مع التركيز على أهمية الفهم العميق للتأثيرات الاجتماعية. وأضاف أن هذا النوع من الفن يساهم في إحداث تغيير في المفاهيم السائدة ويعزز من قدرة النساء على التعبير عن قضاياهن.
أهمية التعاون الدولي
بدوره، أكد ريمي جريلتي ضرورة تسليط الضوء على القضايا العالمية، مثل العنصرية في الولايات المتحدة، مشددًا على أهمية التعاون بين الوكالات والمؤسسات لتحقيق هذا الهدف. وأوضح أن الأفلام توفر وجهة نظر معينة للأحداث، ما يتيح لنا إعادة تشكيل القصص الإنسانية وإضافة أبعاد جديدة للتوثيق. كما دعا إلى أن تكون السينما جسرًا للتواصل بين الثقافات المختلفة.
الفن كوسيلة للتواصل
وفي ختام الجلسة، أكدت كندة علوش أهمية تجسيد المآسي الإنسانية من خلال السينما، مشيرةً إلى أن الفن يمكن أن يعزّز الفهم والتواصل بين الشعوب. واعتبرت أن الأفلام الوثائقية القصيرة التي تتضمن تجارب اللاجئين تمنحهم صوتًا للتعبير عن مآسيهم، ما يسهم في تقديم صورة واقعية أمام العالم. وأشارت إلى ضرورة أن تكون القضايا الإنسانية محورًا للرسالة، وليس وسيلة للترويج.
تفاعل الجمهور
أثرت الجلسة النقاشية في الحضور، حيث تم توجيه عدة أسئلة للمتحدثين حول دور السينما في تعزيز الوعي والتغيير الاجتماعي. وأبدى الجمهور اهتمامًا كبيرًا بالتجارب الشخصية للمتحدثين، ما يعكس الحاجة الماسة إلى الحوار المفتوح حول قضايا السينما والإنسانية.
تجسد هذه الجلسة أهمية السينما كوسيلة للتعبير عن قضايا معقدة ومؤلمة، وتفتح آفاق جديدة لفهم التجارب الإنسانية من زوايا متعددة، ما يجعلها أداة فعّالة للتغيير الاجتماعي والثقافي.