رغم الدعوات إلى التهدئة وضبط النفس بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، فجر أمس السبت، إلا أن مستقبل المعركة الصاروخية المتصاعدة بين تل أبيب وطهران، مرهونة بالفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة بعد 9 أيام من الآن.
وحلّقت أكثر من 100 مقاتلة إسرائيلية، وطائرات بدون طيار، نحو 1600 كيلومتر، وهاجمت أكثر من 12 هدفًا عسكريًا في جميع أنحاء إيران.
ومع استقرار الأوضاع في إيران، تشير المؤشرات الأولية إلى أنّ الدبلوماسية الأمريكية نجحت -في الوقت الراهن- في تهدئة المخاوف من ردود الفعل الانتقامية المتبادلة، وفق ما ذكرت شبكة" سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن مصدر إقليمي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، والذي توقع بسرعة ودقة أن إيران لن ترد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة على البلاد في أبريل الماضي، أنّ إيران سوف "تحتوي" هذه الضربة أيضًا.
وحسب الشبكة، هناك انقسام في الرأي بين الإسرائيليين حول الضربة الأخيرة لإيران، إذ هناك من قال إنها قد تجعل الضربات اللاحقة أكثر أمانًا، ولكنها لم تستهدف المواقع النووية أو النفطية الإيرانية. ولكن ما يتفقون عليه هو أن تقليص قائمة الأهداف جاء نتيجة للضغوط الأمريكية.
ومنذ أن ضربت الصواريخ الباليستية الإيرانية أهدافًا عسكرية إسرائيلية قبل شهر تقريبًا، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رد "متناسب".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إنّ الرئيس بايدن شجّع إسرائيل على تصميم هجومها بطريقة تردع المزيد من التصعيد.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في أن تمثل الضربات الإسرائيلية على إيران نهاية فترة التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
وترى "سي إن إن" أنه إذا كان تدخل الرئيس الأمريكي أتى بثماره، فربما يكون هذا هو المؤشر الأكثر وضوحًا منذ أكثر من عام من الحرب على أن البيت الأبيض يحتفظ ببعض النفوذ على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن تل أبيب بعثت برسالة لواشنطن من خلال ضرباتها المحدودة في إيران، أنها وضعت في الاعتبار المخاوف الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أنه مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد 9 أيام، كان لزامًا على تل أبيب أن تزن مدى تأثير الضربة العسكرية لإيران على الانتخابات، والأهم من ذلك مدى تأثيره على سياسات أي شخص يفوز في الانتخابات.
وليس سرًا أنّ نتنياهو يفضل المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، على المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة.
وترى "سي. إن. إن" أن الكيفية التي يخطط بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لمواصلة صراعاته القاتلة مع حماس وحزب الله وإيران، والوصول إلى نهايتها، قد تعتمد على ما يسمعه من ساكن البيت الأبيض.
ونقلت الشبكة عن الصحفي والباحث الإيراني عباس أصلاني، المُقيم في طهران، أنّ هناك خطرًا يتمثل في إمكانية تصعيد التوترات بين إسرائيل وإيران بحلول الوقت الذي يدخل فيه رئيس أمريكي جديد إلى البيت الأبيض.
وأضاف "أصلاني" أنّ الضربة الإسرائيلية على إيران كانت أكثر محدودية في نطاقها مما كان يخشاه الكثيرون، وهو ما قد يعني أنه "ربما لفترة قصيرة، قد نتمكن من تجنب حرب شاملة في المنطقة".
وتابع: "بحلول الوقت الذي سيكون لدينا فيه رئيس رسمي في البيت الأبيض، أعتقد أن هناك فرصًا لتجدد الصراع بين الجانبين".