استعاد الممثل المصري محمود حميدة العديد من ذكرياته حول مشواره الفني والمحطات البارزة في سجله السينمائي عبر محاضرة خاصة ضمن فعاليات اليوم الأول من مهرجان الجونة السينمائي، الذي شهد أيضًا العديد من عروض الأفلام والندوات وافتتاح معارض فنية.
وكشف "حميدة" أنّه في أثناء تصوير فيلم "فارس المدينة" للمخرج محمد خان، كان يجلس على أحد المقاهي الشهيرة للممثلين المساعدين "الكومبارس" بمنطقة وسط البلد، حيث تأتي إليه السيارة المخصصة لنقله إلى مواقع التصوير بالشوارع المختلفة.
ويعد فيلم "جنة الشياطين" الصادر عام 1999 أحد أبرز الأعمال في مشوار حميدة، الذي جسّد فيه دور شخص ميت، إذ أشار خلال المحاضرة إلى أنه اقتلع أسنانه من أجل تجسيد الشخصية وظهورها بشكل صادق.
النجم الذي تم تكريمه في حفل الافتتاح بجائزة الإنجاز الإبداعي، شدد على أنّ صناعة السينما تعد أثقل صناعة في التاريخ، رافضًا في الوقت نفسه احتقار البعض لمهن التسلية، قائلًا: "التسلية شيء عظيم ولها دور مهم، والفن روح المجتمع".
أما عن تكريمه، فقال إنه لم يكن يعرف قيمة جوائز التكريم إلا بعد أن تخطى الأربعين من عمره، ولم يكن يفكر من قبل حول كيف يراه الناس من حوله.
فيلم "ماء العين"
وعُرض في إطار المهرجان الفيلم التونسي "ماء العين" للمخرجة مريم جُعبر، الذي ينافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بحضور عدد كبير من النجوم بينهم هاني رمزي، وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية المصرية وزوجته الفنانة روجينا، وإنجي المقدم، ورانيا يوسف، وبسمة، وثراء جبيل، والمؤلفة إنجي علاء، وألفت عمر، وداليا البحيري، والمخرج السوداني أمجد أبو العلا.
فيلم "ماء العين" تأليف وإخراج مريم جُعبر، وبطولة صالحة النصراوي، ومحمد حسين قريع، ومالك مشرقي، وآدم بيسا، وديا ليان، وتدور أحداثه حول عائلة تعيش في مزرعة بالشمال التونسي تنقلب حياتها رأسًا على عقب وتفقد استقرارها بعد سفر اثنين من أولادها (مهدي وأمين) ثم عودة أحدهما من تنظيم "داعش" رفقة زوجته.
وكان فيلم "ماء العين" شارك في المسابقة الرسمية بالدورة 74 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، وعُرِض ضمن فعاليات النسخة 68 لمهرجان لندن السينمائى، ليكون مهرجان الجونة ثالث محطات الفيلم التونسي.
مدن مصرية احتضنت السينما
وشهدت فعاليات المهرجان افتتاح معرض "مدن مصرية احتضنت السينما"، الذي يُبرز أهمية المدن المصرية والأدوار التي تلعبها في الأفلام السينمائية، من خلال مقتطفات فيديو تم تجميعها من أكثر من 50 فيلمًا.
يحاول المعرض أيضًا توثيق تاريخ هذه المدن من خلال الأفلام السينمائية، والتأكيد على أنّ المواقع الخارجية في الأفلام تجسد صورة المدن المصرية في السينما، وأنّها لم تكن مجرد خلفيات للأفلام، بل كانت جزءًا أساسيًا من السرد القصصي والرؤية السينمائية.
ويسلط المعرض الضوء أيضًا على مدن أساسية في الأفلام السينمائية المصرية هي: الفيوم، والأقصر، وأسوان، ومدن القناة، والواحات، والبحر الأحمر، وسيناء، والإسكندرية، ومرسى مطروح، والقاهرة.
ويعرض كيفية تكوين هذه المدن لهوية الأفلام المصرية، وكيف تمكنت الأفلام من تعزيز السرد الفني باختيار المكان وإبراز الجوانب الثقافية والتاريخية لكل مدينة.
وأيضا تم افتتاح معرض "محمد بكر: 60 عامًا من السينما"، الذي يضم أكثر من 100 صورة سينمائية للمصور المصري محمد بكر، شيخ المصورين السينمائيين، تم اختيارها من بين أكثر من 2000 عمل سينمائي صوّرها بكر من عام 1956، إذ يغطي المعرض 6 عقود زمنية من الستينيات وحتى القرن الحالي.