أكد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا؛ لمساعدة لبنان على تلبية احتياجات أكثر من مليون ومئتي ألف نازح شردتهم إسرائيل من بيوتهم منذ بدء عدوانها الحالي عليه، في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.
وقال "الصفدي" في كلمة بالمؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي افتتحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، "إن عبء تلبية احتياجات النازحين أكثر من قدرة لبنان على حمله، ما يستوجب دعمًا دوليًا فوريًا".
وأضاف أنه "لا يجب أن يُعاني النازحون ذل العوز بعد أن عاشوا رعب ترك بيوتهم وحيواتهم وراءهم"، مشددًا على الدعم الإنساني الأساسي، "لكن يجب أن يكون التركيز على إنهاء سبب الكارثة. يجب أن ينتهي العدوان على لبنان فورًا. فهو عدوان غير شرعي، همجي ولا يمكن تبريره".
وأشار إلى أنه "حان وقت أن يقر العالم بالهوية الوحشية، التوسعية، العنصرية للحكومة الإسرائيلية، وأن يوقف هذه الحكومة عن قتل الأبرياء، وتجويعهم، وتدمير حيواتهم، وحرق الأطفال في خيم النزوح ودفع المنطقة نحو حرب إقليمية".
وأكد "الصفدي"، في المؤتمر الذي نظمته فرنسا وحضره وزراء خارجية وممثلو 76 دولة ومنظمة دولية، أن "إسرائيل ترتكب في غزة ولبنان جرائم حرب لم ير العالم مثيلا لها منذ عقود، ولا يجب أن يقبل العيش معها"، مشددًا على أن الحصانة التي وفرها المجتمع الدولي لإسرائيل مكنتها من خرق القانون الدولي، فجرائم الحرب والتطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل في شمال غزة منذ أسابيع تعيب الإنسانية كلها".
كما أكد أن التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، يثبت أن لا شريك للسلام في إسرائيل، موضحًا أن "إسرائيل تقتل كل فرص تحقيق السلام قبل السابع من أكتوبر بوقت طويل. أنظروا إلى التوسع الاستيطاني، مصادرة الأراضي، خرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، شيطنة الشعب الفلسطيني والتحريض ضده، وتمكين إرهاب المستوطنين.. هذا يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تحرم كل شعوب المنطقة حقها في العيش بسلام".
وشدد "الصفدي" على أن الأردن سيستمر بالقيام بكل ما يستطيعه لوقف العدوان على فلسطين ولبنان، وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار للجميع، مؤكدًا أن "الحروب لن تحقق الأمن. الأمن تحققه العدالة والسلام. يجب أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الحرية والدولة على ترابه الوطني تنفيذًا لحل الدولتين، ويجب احترام حدود لبنان وسيادته. الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي. هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الذي تستحقه المنطقة".
وقال، إن الأردن سيستمر في دعم لبنان وجهوده وقف العدوان عليه، وإعادة بناء مؤسساته الوطنية، بدءًا بانتخاب رئيس جمهورية جديد، مشددًا على أن المملكة مستمرة في توفير الدعم الإنساني لمساعدة لبنان على تلبية احتياجات النازحين، وفي دعم القوات اللبنانية المسلحة.
كما شدد "الصفدي" على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريًا لإنهاء العدوان على لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وتزويد القوات اللبنانية المسلحة بكل ما تحتاجه من إمكانات للقيام بدورها، وضرورة تكاتف كل الجهود لتوفير المساعدات للبنان، مُشيرًا إلى أهمية المؤتمر في تنسيق جهود الدعم الدولي للبنان، وضمان تحرك فاعل لإسناده.
وقال "يجب أن يرسل المؤتمر رسالة صارمة وواضحة أيضًا، أن العالم لن يسكت على المزيد من القتل، وخرق القانون الدولي، وأن إسرائيل لن تبقى فوق القانون. ذاك أنه بغير ذلك، لن تتوقف إسرائيل عن القتل وخرق القانون الدولي، ليفقد ما تبقى له من صدقية؛ وليصبح مصطلح القيم الإنسانية المشتركة مصطلحًا لا قيمة له".