الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فضيحة الوثائق الأمريكية المسربة.. "طباطبائي" عين إيران و"يدها" في البنتاجون

  • مشاركة :
post-title
إريان طباطبائي خلال استضافتها في جامعة بن جوريون- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد تسريب كشف عن علاقة معقدة بين طهران وواشنطن، تتوالى التحقيقات حول تسريب وثائق سرية من وزارة الدفاع الأمريكية، التي أظهرت معلومات حساسة عن استعدادات إسرائيلية للهجوم على إيران.

بينما تشير أصابع الاتهام إلى أريان طباطبائي، الموظفة الأمريكية من أصول إيرانية، التي لها صلات وثيقة بإيران، يتساءل العالم: كيف وصلت هذه الوثائق إلى العلن؟.. وما الدور الحقيقي لشبكة إيران السرية في هذه العملية؟

طباطبائي والتسريب

أريان طباطبائي، أمريكية من أصول إيرانية، تعمل في مكتب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، التي تقف خلف تسريب وثائق سرية تتعلق بالتحضيرات الإسرائيلية لهجوم محتمل على إيران.

وتعد هذه الوثائق جزءًا من معلومات سرية للغاية تم تسريبها على منصة "تليجرام" في منتصف أكتوبر، و"طباطبائي"، التي كانت سابقًا تعمل مع روبرت مالي، المبعوث السابق للرئيس الأمريكي لشؤون إيران، قد ورد اسمها في تقارير تشير إلى ارتباطها بشبكة سرية تديرها الحكومة الإيرانية.

شبكة "الشباب" السرية

ونشرت "إيران إنترناشيونال"، وهي وسيلة إعلامية تابعة للمعارضة الإيرانية، تقريرًا يشير إلى أن "طباطبائي" هي عضوة في "شبكة الشباب" السرية التي تم إنشاؤها من قبل طهران بهدف التأثير على السياسات الأمريكية والأوروبية.

وبحسب التقرير الإيراني، فإن أعضاء هذه الشبكة كانوا يقدمون المشورة للحكومات الغربية حول قضايا إيران، بينما كانوا سرًا يدافعون عن مواقف الجمهورية الإيرانية، وقد شاركت طباطبائي في كتابة مقالات وإجراء مقابلات إعلامية وتقديم استشارات للحكومات، متخفية تحت ستار الاستقلالية.

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر أ. راي
طباطبائي والحكومة الإيرانية

تُظهر مراسلات قديمة، كشفت عنها التقارير، أن طباطبائي كانت على اتصال مستمر مع مسؤولين إيرانيين بشأن قرارات مهمة، ففي إحدى الرسائل، سألت طباطبائي عن رأي الحكومة الإيرانية بشأن حضور مؤتمر في جامعة بن جوريون بإسرائيل، حيث كانت تبحث عن توجيهات حول قبول الدعوة.

التحقيقات الأمريكية وردود الأفعال

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي فتح تحقيقًا حول تسريب الوثائق، التي تحتوي على معلومات حساسة عن خطط إسرائيلية لشن هجوم ضد إيران.

وعلى الرغم من غموض مصدر التسريب، تؤكد الحكومة الأمريكية خطورة الوضع، مشيرة إلى احتمالية أن يكون التسريب ناجمًا إما عن اختراق إلكتروني أو عن تسريب داخلي.

رد فعل الولايات المتحدة

تتضمن الوثائق المسربة معلومات عن استعدادات إسرائيلية لشن هجوم على إيران، ردًا على سلسلة من الهجمات الإيرانية الصاروخية التي استهدفت إسرائيل.

كما تُظهر الوثائق قيام إسرائيل بتدريبات عسكرية واسعة تشمل إعادة تزويد الطائرات بالوقود جوًا، ما يعزّز المخاوف من تصاعد الصراع.

وفي هذا السياق، حثّت إدارة بايدن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ رد محدود لتجنب اشتعال صراع إقليمي واسع، وقد أبدت الإدارة قلقها إزاء تسريب هذه المعلومات، التي قد تضر بالتعاون الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

دور أقمار التجسس الأمريكية

تشير الوثائق المسربة إلى أن التحليلات تعتمد بشكل أساسي على صور أقمار التجسس الأمريكية، التي قدمت معلومات دقيقة عن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية.

وعلى الرغم من أن التحليل لا يتضمن صورًا فعلية، إلا أنه يكشف عن مراقبة دقيقة للأنشطة العسكرية الإسرائيلية، ما يثير تساؤلات حول مدى دقة وقدرة هذه الأقمار على تتبع الأهداف العسكرية.

فضيحة أمريكية

يبدو أن تسريب الوثائق السرية يعمّق المخاوف حول تزايد الروابط السرية بين طهران وأطراف داخل الحكومة الأمريكية. في ظل التحقيقات الجارية، يبقى السؤال: هل ستتمكن الحكومة الأمريكية من تحديد مصدر التسريب واتخاذ خطوات لاحتواء هذه الفضيحة؟

الأهم من ذلك، كيف ستؤثر هذه التسريبات على العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية وعلى الاستراتيجيات المستقبلية في التعامل مع إيران؟