الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

للتخلي عن سياسة "منتصف العصا".. أوكرانيا تضغط على تل أبيب بورقة احتلال فلسطين

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وفولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

تواصل تل أبيب اتباع سياسة "منتصف العصا" تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية، ولم تعلن حتى الآن دعمها أحد طرفي النزاع، رغم موقف حليفها الأكثر تفضيلًا الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا، والذي وصل إلى حد توجيه تهديدات برد عسكري حال غزو أوكرانيا، لكن بعد تصويت كييف لصالح فلسطين في الأمم المتحدة ضد إسرائيل، سيتعين على إسرائيل تفسير موقفها، الذي حتمًا سيصطدم بأحد طرفي النزاع.

مساعدة عسكرية مقابل التصويت

تلوح في الأفق بوادر أزمة سياسية بين إسرائيل وأوكرانيا بعد أن اشترط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الحصول على مساعدة عسكرية من إسرائيل مقابل تصويت أوكرانيا ضد قرار الأمم المتحدة بإحالة "الاحتلال الإسرائيلي" إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، في حين صوّت مسؤولون أوكران لصالح القرار كرد فعل على امتناع إسرائيل حتى الآن عن تسليح بلادهم ضد روسيا، كما أن موجة من الاستياء والغضب تسود بين اللوبي اليهودي الأوكراني في تل أبيب.

وفي هذا الشأن، قال ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، والقيادي بحركة "فتح"، خلال حواره مع القاهرة الإخبارية": "إن إسرائيل اتخذت حتى الآن موقفًا حياديًا تجاه الأزمة الروسية-الأوكرانية خوفًا على مصلحتها التي تتطلب الحفاظ على العلاقات مع البلدين المتصارعين، إذ انتهجت في العلن سياسة "السير بين النقاط"، فيما نشطت وراء الكواليس للحفاظ على مصالحها الأمنية والاستراتيجية".

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وفلاديميلر بوتين رئيس روسيا
الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية-الأوكرانية

وأضاف "صافي"، أن إسرائيل تعلم جيدًا مدى خطورة دعمها للموقف الأمريكي ضد روسيا، باعتبار ما سيكون له من ارتدادات سلبية على عدوانها الجوي المتكرر ضد المواقع السورية المختلفة، وطبيعة التنسيق مع القوات الروسية في سوريا، فضلًا عن وجود نحو مليون روسي- يهودي في إسرائيل لن يؤيد دعم الحكومة الإسرائيلية لأوكرانيا في صراعها مع روسيا، لافتًا إلى تهديد موسكو بكبح قدرة إسرائيل على استقبال المهاجرين من أصل يهودي وتعزيز علاقاتها مع إيران، العدو الأول لإسرائيل.

ويتوقع الكاتب الفلسطيني أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستستمر في الفترة المقبلة بنفس وتيرة "مسك العصا من المنتصف" ومحاولة عدم إدخال نفسها في مواجهات غير واضحة النتائج بين الطرفين، إذ تربطهم علاقات اقتصادية ودبلوماسية، وقد ترغب في تأدية دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا للحفاظ على مصالحها مع الطرفين، مشيرًا إلى أن عودة نتنياهو إلى السلطة مجددًا، دفعت كلًا من كييف وموسكو لمغازلة تل أبيب مرة أخرى.

يُذكر أنه مع عودة نتنياهو إلى رئاسة وزراء إسرائيل مجددًا على رأس حكومة يمينية متطرفة، عادت تل أبيب إلى دائرة اهتمام روسيا وأوكرانيا مرة أخرى، وتجلى ذلك من خلال الزيارة السرية التي قام بها وفد عسكري أوكراني لإسرائيل نهاية نوفمبر الماضي، طلبًا للتزوّد بالأسلحة والمضادات الدفاعية الجوية، حسبما كشف التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "كان".