على خلفية خطط تطبيق ضريبة القيمة المضافة على رسوم المدارس الخاصة في المملكة المتحدة، اتُهِمَت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون بـ"تقليد تكتيكات ألمانيا النازية"، بل ووصفها المعارضون لتلك الخطط بـ"العجوز الحقيرة"؛ كما أشارت صحيفة "الجارديان".
نشأ الخلاف حول السياسة الضريبية المقترحة وسط مزاعم المعارضين بأن الضريبة الجديدة ستُزيد من أعداد الطلاب في المدارس الحكومية، لأن بعض الآباء لن يتمكنوا من تحمّل الرسوم عندما يتم إضافة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20% في يناير المقبل.
ومع ذلك، فإن سلسلة من الرسائل على مجموعة خاصة على منصة "فيسبوك"، التي تديرها حملة "التعليم وليس الضرائب: الآباء ضد ضريبة الرسوم المدرسية"، التي تناولها تقرير لصحيفة "ذا أوبزرفر"، وجّهت هجمات شخصية لـ"فيليبسون"، مع دعوة البعض إلى الاعتصام في إحدى فعاليات دائرتها الانتخابية.
وقارنت الرسائل الأكثر تطرفًا بين سياسة ضريبة القيمة المضافة، والاضطهاد الذي حدث لغير أبناء العرق الآري في ألمانيا النازية.
وجاء في إحدى الرسائل: "استهدفت ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين الأقليات. تمامًا كما تلاحقين (فيليبسون) 500 ألف طفل في مدرسة خاصة. إنهم 7% فقط، وليسوا أطفال كير ستارمر".
وجاء في رسالة منفصلة: "ألمانيا النازية مرة أخرى؟"
كان مجلس الوزراء البريطاني أشار إلى أن الأموال التي يتم جمعها من زيادة ضريبة القيمة المضافة سيتم إنفاقها على 6500 معلم جديد، ودعم أفضل للصحة العقلية للأطفال، ونوادي الإفطار لجميع المدارس الابتدائية.
لكن، حذر المعارضون لهذه السياسة من أن الخطط الحكومية متسرعة، وأن المدارس الحكومية سوف تشهد تدفقًا، وأن الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقات سوف يتأثرون، وكذلك الأطفال من الأسر العسكرية وأولئك الذين ينتمون إلى أقليات دينية.
ملكة الشر
حسب التقرير، وصف عدد من الآباء فيليبسون بأنها "امرأة فظيعة"، و"ملكة الشر"، و"حثالة". وقد نوقشت خطط للتجمع خارج فعالية انتخابية لوزيرة التعليم مع لافتات اعتراضية.
وقال منظمو المجموعة إنهم بذلوا قصارى جهدهم لتخفيف حدة التعليقات "لكن باعتبارهم منظمة تطوعية لم يكن ذلك ممكنًا دائمًا"، حسب "الجارديان". مع هذا، تم حذف أكثر التعليقات إساءة، مع نشر منشور تحذيري يطلب من الأعضاء عدم نشر مشاركات مهينة.
ونقلت "الجارديان" عن لوفينيا تاندون، المتحدثة باسم المجموعة: "إن المنشورات المميزة لا تعكس الغالبية العظمى من المناقشات على صفحة فيسبوك، والتي تركز على الضرر الحقيقي الذي تسببه هذه السياسة لآلاف الأسر".
وأضافت: "في حين نبذل قصارى جهدنا لإدارة أكثر من 1400 تعليق يوميًا، فإن الأمر يشكل تحديًا كبيرًا في غياب الموظفين المتفانين. نحن لا نتسامح مع اللغة المستخدمة في هذه المنشورات ونعمل بجد لتعديل المحتوى وفقًا لقيمنا".
لكنها أوضحت أن المجموعة "تشعر بقلق عميق أيضًا إزاء الموقف الانقسامي الذي اتخذته وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون وحكومة حزب العمال، والذي يتجاهل أطفال المدارس المستقلة، ويغذي الإساءة، ويخلق بيئة سامة".
وتابعت: "نحث الحكومة على إنهاء هذا الخطاب الضار، والاجتماع مع أولياء الأمور المتضررين من السياسة المقترحة. وعلى الرغم من الطلبات العديدة، لم نتمكن بعد من تحديد اجتماع مع وزير التعليم."