شكّك النازحون بقطاع غزة في احتمال توقف العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على القطاع منذ ما يزيد على عام، بعد اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن أحد النازحين في مخيم دير البلح وسط غزة، يدعى أبو محمد: "لا أعتقد أن الحرب ستنتهي باغتيال السنوار"، مضيفًا أنه "حزن" لسماع نبأ وفاة زعيم حماس.
وتحدث "أبو محمد" وهو يقف بعيون حمراء دامعة، بينما تسير النساء والشباب على طريق موحل، ويركض الأطفال بين صفوف الخيام المؤقتة للنازحين في دير البلح.
ونجا محمد وآخرون مِمَن يقيمون في مخيمات النازحين المؤقتة من القصف الإسرائيلي الذي دمر شوارع غزة لأكثر من عام، وتحملوا العدوان الكارثي والقتل والتشويه المستمر والجوع المُنهِك.
وأثار اغتيال السنوار التكهنات حول ما إذا كانت الأسابيع المقبلة قد تشكل بداية نهاية الحرب على غزة، وإطلاق سراح 101 محتجز إسرئيلي متبقين في القطاع، لكن نتنياهو لم يعط أي إشارة تشير إلى استعداده لإنهاء الحرب، كما تعهدت حماس بمواصلة المقاومة.
وقال أكرم دبور، وهو نازح آخر في دير البلح، لـ"سي إن إن"، إنّه لم يتوقع أي تغيير.. اعتادت إسرائيل على القتل.. لا أعتقد أن الحرب ستنتهي بعد وفاة السنوار"، متابعًا أنه "تلقى نبأ وفاة السنوار بحزن وألم عميقين، وتوقع أن يتم استبداله قريبًا".
وبالنسبة لأبو فارس، وهو واحد من مئات الآلاف الذين مُنِعوا من العودة إلى ديارهم، فإن اغتيال السنوار ليس سوى استمرار لحرب وحشية، وقال: "لن يتوقف القتال، لأن الأطفال الذين حملوا جثة والدهم المقطعة وأولئك الذين حملوا جثة أختهم المقطعة.. ماذا تتوقع منهم بعد 20 عاما؟".
وجاء اغتيال السنوار في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في غزة، وتستمر حصيلة الضحايا من الغارات الجوية الإسرائيلية في الارتفاع.
وواصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 379 من الحرب، مُخلِّفَة أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى٠
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمشافي 62 شهيدًا و300 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 42500 شهيد و99546 مصابين منذ السابع من أكتوبر2023، ونزح ما لا يقل عن 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة.
وتم محو عائلات بأكملها، وتحوّلت العديد من الأحياء إلى أراضٍ قاحلة من برك الصرف الصحي السميكة، وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام من أن أكثر من مليون شخص في شمال غزة يواجهون مجاعة وشيكة تفاقمت بسبب القيود الإسرائيلية على المساعدات.
وقالت سهى الترك، وهي شابة نازحة من دير البلح، لـ"سي إن إن، إن "قادة الاحتلال زعموا أنّ السنوار هو أحد أهدافهم، وأنه بعد اغتياله ستتوقف الحرب، لكن الحرب لن تتوقف.. إنهم يبيدون المدنيين.. نحن الذين نعيش المجازر كل يوم".
ووفقا للإحصائيات، فإن نحو 70% من الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية من النساء والأطفال، وتشير الإحصائيات إلى أنّ أكثر من 17 ألف طفل استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية منذ 7 من أكتوبر 2023.
وقال محمود جنيد، وهو نازح من دير البلح، إن تركيز العالم يجب أن ينصب على معاناة المدنيين وليس على اغتيال السنوار.
وأضاف: "كان السنوار هدفًا.. ماذا عنا نحن النازحين؟.. إن إغلاق المعابر ونقص الطعام والشراب للأطفال يجعل وضعنا أسوأ من اغتياله".
وتابع "جنيد": "أتمنى أن تغتالني إسرائيل أيضًا.. لقد مات إخوتي وعائلتي، وأتمنى موتي حتى أجد السلام".