الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الكرة في ملعب نتنياهو.. محللون: طرق الدبلوماسية أصبحت ممهدة بعد اغتيال السنوار

  • مشاركة :
post-title
الاحتلال اغتال زعيمى حماس يحيى السنوار وإسماعيل هنية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يرى محللون أنّه بعد اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، أصبحت الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ أصبح طريق الدبلوماسية ممهدًا أمامه لإبرام اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة إطلاق المحتجزين المتبقين في القطاع، لكنّه لا يزال يصر على مواصلة الحرب وإراقة الدماء.

وذكرت شبكة "إن. بي. سي" الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين سابقين، أنه بعد إضعاف حماس في غزة وحزب الله في لبنان، أصبح لإسرائيل ورئيس وزرائها فرصة نادرة لتحويل النجاحات العسكرية إلى صفقات دبلوماسية دائمة.

ونقلت الشبكة عن بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ومسؤول الأمن القومي الذي ركز على الشرق الأوسط قوله: "اغتيال السنوار فرصة لإسرائيل لإعلان النصر وقبول وقف إطلاق النار.. إن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يؤدي إلى خفض التوترات الإقليمية".

وحسب الشبكة، يرى مسؤولون أمريكيون أنّ السنوار كان يمثل عقبة أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

واستشهدت الشبكة بما قاله دينيس روس، الذي شكّل سياسة الشرق الأوسط في عهد ثلاثة رؤساء، في إحاطة افتراضية نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التي جاء فيها أن "إدارة بايدن توصلت إلى حد كبير إلى استنتاج مفاده أنّه طالما كان السنوار موجودًا، فلا توجد إمكانية لعقد صفقة محتجزين".

ويرى "روس" أن وقف إطلاق النار، وإعادة المحتجزين، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، ربما يكون الآن في متناول اليد.

وقال روس، وهو الآن زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الخسائر العسكرية التي تكبدتها حماس، وتدمير جزء كبير من شبكة أنفاقها، ومقتل زعيمها في غزة، يمكن أن تبعث الحياة في مقترحات لإنشاء ترتيب سياسي جديد للحكم في القطاع، ونشر قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، ما يسمح للقوات الإسرائيلية بالخروج.

وبعد تأكيد وفاة السنوار، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن إدارة بايدن تخطط لتجديد الجهود مع الحلفاء والشركاء لإنهاء الحرب في غزة و"رسم مسار جديد للمضي قدمًا".

وأضاف بلينكن، إن الولايات المتحدة ستضاعف جهودها في الأيام المقبلة مع شركائها لإنهاء هذا الصراع، وتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين، ورسم مسار جديد إلى الأمام من شأنه أن يمكن شعب غزة من إعادة بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم خالية من الحرب وخالية من قبضة حماس.

ويتساءل آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، عمّا إذا كان موت السنوار سيغير بشكل جذري مسار الصراع بين إسرائيل وحماس، أو سيقود نتنياهو إلى متابعة أجندة دبلوماسية طموح من شأنها أن تثير غضب أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم الهش. 

واستبعد ميلر أن يقوم رئيس حكومة الاحتلال بأي شيء من شأنه أن يعرض بقائه في السلطة للخطر.

ورحب نتنياهو باغتيال السنوار، أمس الخميس، دون أن يذكر وقف إطلاق النار المحتمل أو محادثات إطلاق سراح المحتجزين. وقال في بيان مسجل بالفيديو: "لقد قمنا بتسوية الحساب"، مضيفًا: "مهمتنا لم تكتمل بعد".

وأشار محللون إلى أن حماس لا يزال لديها آلاف المسلحين على الأرض، وستركز على تعزيز قدراتها المستنفدة.

وقال بورجو أوزجيليك، الباحث البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن: "مع مقتل زعيمها، أصبحت المنظمة جسدًا بلا رأس وستكافح من أجل إعادة تجميع صفوفها تحت مثل هذا الضغط".

وقال غيث العمري، المفاوض السابق في السلطة الفلسطينية: "ستكون حماس قادرة على إعادة بناء نفسها، ليس في يوم واحد، أو في أسبوع، ولكن بالتأكيد بما يكفي لتكون لاعبًا رئيسيًا".

وأضاف العمري، إنه في ظل الفراغ في السلطة في غزة، فإن مركز ثقل حماس قد يتحول إلى الزعماء السياسيين المقيمين في قطر، الذين هم أكثر واقعية بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مع إسرائيل.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مايكل ميلشتاين، رئيس الشؤون المدنية الفلسطينية السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن "قتل السنوار أعظم إنجاز حققته إسرائيل منذ بداية الحرب.. ولكن لا ينبغي لنا أن نستسلم للنشوة، ولا ينبغي لنا أن ننسى أن الحرب لم تنته بعد".

وقال ميلشتاين: "لا يمكننا أن نتوقع أو حتى نحلم بانهيار كامل لحماس". وأضاف أنه إذا لم ينتهز نتنياهو الفرصة للتوصل إلى اتفاق "فمن المؤسف أن حرب الاستنزاف في غزة ستستمر حتى بعد اغتيال السنوار".

وأضاف: "هؤلاء الأشخاص -القيادة الخارجية- أكثر مرونة من السنوار، ويمكن أن تمارس دول الوساطة في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، المزيد من الضغوط على هذه الشخصيات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

وقال ياكوف أميدرور، اللواء السابق ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، لواشنطن بوست: " إنّ حماس تحولت إلى قوة حرب عصابات قوية، حيث تواصل خوض معارك شوارع شرسة مع قوات الاحتلال الإسرائيلية داخل غزة، كما أنها لا تزال تحتجز 101 إسرائيلي".

ونقلت "واشنطن بوست" عن مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، والباحث الزائر في جامعة نورث وسترن، أن وفاة السنوار لن تكون نهاية حماس، مشيرًا إلى أن إسرائيل اغتالت مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، ثم زعيمها آنذاك عبد العزيز الرنتيسي في عام 2004، لكن تلك الاغتيالات لم تضعف حماس.

وقال "أبو سعدة" إن خليفة السنوار ربما يكون مقره في الخارج، مضيفًا أن خالد مشعل، الذي قاد حماس لمدة عقدين من الزمان حتى عام 2017، قد يعود للقيام بهذا الدور.

ويرأس مشعل حاليًا المكتب السياسي لحماس في الشتات ومقره الدوحة في قطر، وأيضًا يُنظر على نطاق واسع إلى خليل الحية، نائب السنوار الذي يقيم الآن في قطر، كبديل محتمل آخر.