الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"يسممون البلاد".. ثُلث الأمريكيين يؤيدون ترامب لطرد المهاجرين

  • مشاركة :
post-title
مهاجرون غير شرعيين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قال واحد من كل ثلاثة أمريكيين إن المهاجرين الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني "يسممون دماء بلدنا"، بحسب ما توصل إليه استطلاع جديد للرأي؛ وهي لغة تعكس خطاب المتفوقين البيض، وتذّكر بشعارات الزعيم النازي أدولف هتلر، كما أشار موقع "أكسيوس".

وتشير هذه النتائج إلى أنه "في دولة أنشأها المهاجرين، صدّق العديد من الأمريكيين الخطاب العنصري التاريخي الذي استخدمه دونالد ترامب لتأجيج المشاعر المناهضة للمهاجرين، بينما وعد بالترحيل الجماعي إذا أعيد انتخابه رئيسًا"، وفق التقرير.

وكان الاستطلاع السنوي، الذي أجراه معهد أبحاث الدين العام غير الحزبي (PRRI)، بالشراكة مع مؤسسة "بروكينجز"، قد قام بقياس الانقسامات السياسية العميقة في البلاد جزئيًا، من خلال التحقق من مشاعرهم تجاه عبارة "تسميم دماء بلدنا".

وتم إجراء استطلاع القيم الأمريكية عبر الإنترنت في الفترة من 16 أغسطس إلى 4 أكتوبر؛ ويستند الاستطلاع إلى عينة تمثيلية مكونة من 5027 بالغًا، يعيشون في جميع الولايات الخمسين ومنطقة كولومبيا.

الاستبدال الأبيض

خلال حملته الانتخابية، استخدم الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب عبارة "تسميم دماء بلدنا" بشكل متكرر، وقد ازدادت شعبيتها مع تأييد بعض الجمهوريين علنًا لنظرية "الاستبدال الأبيض" العنصرية والتي كانت هامشية في السابق.

وحسب نتائج الاستطلاع التي صدرت هذا الأسبوع، يقول حوالي 34% من الأمريكيين إن المهاجرين الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني "يسممون دماء بلدنا"، بينما يعارض 63% هذا الرأي.

ويتفق ستة من كل عشرة جمهوريين 61%، مع هذا القول، مقارنة بـ 30% من المستقلين و13% فقط من الديمقراطيين.

ووجد الاستطلاع أن سبعة من كل عشرة أمريكيين، ممن يقولون إنهم يثقون في أخبار اليمين المتطرف، هم الأكثر موافقة على هذه العبارة؛ بينما وافق 65% من الذين يثقون في "فوكس نيوز" على هذه العبارة. بينما البروتستانت الإنجيليين البيض، بنسبة 60%، هم المجموعة الدينية الوحيدة التي تتفق الأغلبية فيها على أن هذا القول ينطبق على المهاجرين غير المسجلين.

وجاء أكثر من ثلث الأمريكيين 35% يتفقون مع عبارة "المهاجرون يغزون بلدنا ويحلون محل خلفيتنا الثقافية والإثنية"، وهو الأساس لنظرية "الاستبدال الأبيض"، كما وجد الاستطلاع.

وظلت الموافقة على هذا البيان دون تغيير نسبيًا، منذ المرة الأولى التي سأل فيها المعهد عنه في عام 2019، وجاءت وقتها بنسبة 36%.

وفي حين أصبح الديمقراطيون الآن أقل ميلًا إلى الموافقة على هذه الفكرة بنسبة 13%، مقارنة بعام 2019 بنسبة 20%؛ ظل المستقلون بنسبة 29%، والجمهوريون بنسبة 65% متسقين على نطاق واسع.

ترامب خلال زيارته الحدود الأمريكية المكسيكية بولاية تكساس - أرشيفية
خلفية نازية

في إعلانه عن نتائج الاستطلاع، قال روبرت جونز، رئيس ومؤسس معهد أبحاث الرأي العام: "إن هذا وضع مثير للقلق حقًا أن نجد هذا النوع من الخطاب (العنصري)، وأن نجد هذا النوع من الدعم من أحد أحزابنا السياسية الرئيسية".

وأضاف جونز إنه لم يخطر بباله قط، كعالم اجتماع، أنه سيضطر إلى طرح سؤال في استطلاع حول أي مجموعة "تسمم دماء" مجموعة أخرى.

وكان ترامب في العام الماضي، قد أشار أربع مرات إلى المهاجرين باعتبارهم "يسممون دماء الأمة". وذلك خلال مقابلة مع موقع إلكتروني يميني في سبتمبر 2023، وتجمع حاشد في ديسمبر في نيو هامبشاير؛ ثم كرر ذلك في منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي Truth Social في ديسمبر، ومرة أخرى خلال إحدى محطات حملته الانتخابية في ولاية آيوا.

ومنذ ذلك الحين، اتهم ترامب المهاجرين زورًا بأكل الحيوانات الأليفة، وقال مزاعم خاطئة حول إن عصابات إجرامية عنيفة سيطرت على أورورا بولاية كولورادو، وقال إن بعضهم "لديهم جينات سيئة تقودهم إلى القتل".

وكانت تصريحات الرئيس السابق " تسميم دماء بلادنا" بمثابة صدى لحديث الزعيم النازي أدولف هتلر عام 1925، والذي ظهر في كتابه الشهير "كفاحي" ومخططه لألمانيا "الآرية النقية".

وقتها كتب هتلر: "كل الثقافات العظيمة في الماضي انقرضت لأن العرق المبدع الأصلي انقرض بسبب تسمم الدم".

وقالت المتحدثة باسم ترامب كارولين ليفات، في بيان، إن تعليقات الرئيس السابق حول المهاجرين تعكس خطته "لاستعادة سياساته الفعالة في مجال الهجرة" و"تنفيذ حملات صارمة جديدة من شأنها أن ترسل موجات صدمة إلى جميع المهربين المجرمين في العالم".

وأضافت أن ترامب "سوف يحشد كل السلطات الفيدرالية والمحلية اللازمة لبدء أكبر عملية ترحيل للمجرمين غير الشرعيين وتجار المخدرات والمتاجرين بالبشر في التاريخ الأمريكي".