تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري لليوم الثالث عشر على شمال قطاع غزة، وتنفذ عمليات قتل ونسف للمنازل، وتهجير قسري، كما تمنع إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، ينتهج جيش الاحتلال سياسة التدمير الممنهج للمباني والتهجير القسري للمواطنين في شمال القطاع خاصة في مخيم جباليا، في ظل معاناة نحو 400 ألف مواطن في شمال القطاع من حصار مطبق، رافضين التهجير ومغادرة منازلهم نحو جنوب القطاع، بينما أعلن الدفاع المدني أن 200 ألف مواطن في مخيم جباليا يعيشون بدون طعام أو شراب أو دواء لليوم الـ13 على التوالي.
ويصرّ الفلسطينيون على عدم النزوح إلى جنوب القطاع، رغم حرب الإبادة والضغط الكثيف اللذين يمارسهما الاحتلال، وعمله على إخراج المنظومة الصحية بشمال القطاع عن الخدمة، بعد طلبه من مستشفيات "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة"، بالإخلاء في العاشر من الشهر الجاري.
ومنذ بدء عدوانه واجتياحه البري الجديد شمال القطاع، يحاصر الاحتلال بلدة جباليا ومخيمها ويمنع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، ويأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين الممتد على طول شرق القطاع من شماله إلى جنوبه.
وهذا هو الاجتياح البري الثالث الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وميدانيًا، أطلقت طائرات الاحتلال المسيرة النار بكثافة تجاه المواطنين ومنازلهم بمخيم جباليا، كما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد حريق كبير بمنزل قرب بركة أبو راشد بالمخيم جباليا بعد تعرضه للقصف من قبل الاحتلال.
وأفاد الدفاع المدني، بأن قصفًا حربيًا ومدفعيًا وبالقنابل الفسفورية من قبل جيش الاحتلال استهدف مدرسة خليفة التي تؤوي نازحين خلف أبراج الشيخ زايد شمال غزة.
كما أطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار باتجاه ساحل مدينة غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف حي الصبرة جنوبي غزة ومحيط منطقة الميناء وحي تل الهوى غربي المدينة.
وتأتي هذه المجازر الجديدة مع بدء قوات الاحتلال تنفيذ خطة جديدة لتهجير أهالي شمالي قطاع غزة نحو جنوبه، عقب توزيع أوامر إخلاء عاجلة لكافة مناطق وأحياء شمال قطاع غزة.
وتتزامن هذه الخطة مع دخول الحرب على غزة عامها الثاني، في ظل العدوان الغاشم، الذي خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وأحدث كارثة إنسانية وتدميرًا واسعًا وغير مسبوق طال مناحي الحياة كافة.