الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطتها سرية منذ عقدين.. إسرائيل مستعدة لضرب إيران بأسلحة متطورة

  • مشاركة :
post-title
طائرة مقاتلة من طراز F-15

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في حين تستعد إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، ردًا على هجومها الصاروخي في الأول من أكتوبر الجاري، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن خطة يعدها جيش الإحتلال منذ عقدين، لشن هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن جيش الاحتلال على مدى العقود الأخيرة، أنفق مليارات الدولارات في التحضير لضربة محتملة لإيران، وتطوير ذخائر متخصصة.

ولفت التقرير إلى أن جيش الاحتلال نفّذ ضربة في اليمن، الشهر الماضي، باستخدام طائرات إف-15 التي انطلقت من قاعدة تبعد 1800 كيلومتر، مشيرًا إلى أنه تم تعديل هذه الطائرات، التي صُممت في البداية للقتال الجوي، في إسرائيل لتنفيذ مهام هجومية، وجهّزها سلاح الجو الإسرائيلي لحمل ذخائر حديثة من مصنعين أمريكيين وإسرائيليين.

وأضاف التقرير أن الهجوم على إيران، رغم ذلك، يشكل تحديًا أكثر تعقيدًا، على الرغم من المسافة المتشابهة. وأوضح أن المنشآت النووية وقواعد الصواريخ الباليستية الإيرانية تقع في أعماق الأرض، على النقيض من الأهداف الأقل حماية مثل محطات النفط.

إضافة إلى ذلك، تمتلك إيران نظام دفاع جوي متقدم، تم تطويره محليًا في المقام الأول، وهذا النظام يطابق قدرات الأنظمة الروسية مثل صواريخ إس-300 التي يمكنها اعتراض الصواريخ التي تطلقها إسرائيل.

وتحتفظ إيران أيضًا بأسطول قديم، بما في ذلك طائرات ميج-29 الروسية وطائرات إف-14 الأمريكية من عهد الشاه، التي لا تزال تعمل على الرغم من العقوبات الدولية.

وفي ضوء هذه التحديات، قضي جيش الاحتلال عشرين عاما في الاستعداد لضربة محتملة لإيران، واستثمر فيها مليارات الدولارات والشواكل، ويتضمن هذا الاستثمار تطوير الذخائر المتخصصة.

مقاتلات الاحتلال

والضربات على مدى يصل إلى نحو 2000 كيلومتر عادة ما تنفذها القوات الأمريكية والروسية باستخدام صواريخ كروز والقاذفات، لكن إسرائيل خصصت أجزاء كبيرة من المساعدات الأمريكية لشراء طائرات مقاتلة قادرة على الطيران لمدة ساعتين في كل اتجاه ــ بدءا من سرب طائرات إف-15 آي المتقدمة إلى أربعة أسراب من طائرات إف-16 آي سوفا.

وقامت شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية بتطوير خزانات وقود متوافقة خصيصًا لهذه الطائرات، ما أدى إلى تعزيز مداها دون التأثير بشكل كبير على الديناميكا الهوائية أو التوقيع الراداري.

وتشير تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل طورت خزانات وقود قابلة للفصل لطائرات إف-35، ما يمكنها من الوصول إلى إيران مع الحفاظ على قدرات التخفي. وبدون هذه العناصر، فإن مداها لن يكون كافيًا.

وحسب تقرير "جيروزاليم بوست"، كشفت الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عن صاروخين هجوميين بعيدي المدى يتم إطلاقهما من طائرات مقاتلة. وفي حين أن التفاصيل مثل مداها الدقيق لا تزال غير واضحة، فمن المعروف أن مداها يصل إلى مئات الكيلومترات، ما يسمح بضربات من خارج نطاق الدفاعات الإيرانية.

ولفت التقرير إلى أن هذه الصواريخ تحلّق بسرعات تفوق سرعة الصوت، ما يقلل من أوقات تنبيه العدو ويعقّد جهود اعتراضها، ويزيد من فرصها في ضرب الهدف.

صاروخ "رامبيج"

تم تطوير صاروخ "رامبيج" بالتعاون بين صناعات الفضاء الإسرائيلية وشركة إلبيت سيستمز، وهو مبني على صاروخ إكسترا من إنتاج شركة إلبيت.

تم تصميم صاروخ "رامبيج" في البداية للإطلاق من الأرض، ثم تم تعديله للإطلاق الجوي، ليكتسب مدى وسرعة أكبر عند إطلاقه من الطائرات النفاثة، ويتميز الصاروخ بأنظمة ملاحة متعددة، ما يوفر التكرار للاستهداف الدقيق.

يبلغ طول الصاروخ "رامبيج" 4.7 متر، وقطره 30.6 سم، ووزنه 570 كيلوجرامًا، ويحمل رأسًا حربيًا يزن 150 كيلوجرامًا، ما يجعله فعالًا ضد بطاريات الصواريخ ومراكز القيادة وغيرها من الأهداف الحرجة.

ويمكن إطلاق الصاروخ "رامبيج" من طائرات إف-15 وإف-16 وإف-35 الإسرائيلية. واعتماده على تكنولوجيا الصواريخ الحالية يجعله في المتناول نسبيا، حيث تقدر تكلفته ببضع مئات الآلاف من الدولارات لكل وحدة.

صاروخ "روكس"

يجمع صاروخ "روكس"، الذي كشفت عنه شركة رافائيل في عام 2019، بين قدرات الإبحار الأسرع من الصوت والملاحة عبر الأقمار الصناعية والقصور الذاتي، فضلًا عن الاستهداف البصري. وهو يعتمد على صاروخ "أنكور" من إنتاج رافائيل، الذي يحاكي صاروخ شهاب الإيراني في السرعة والقدرة على المناورة لأغراض الاختبار.

يمكن إطلاق صاروخ "روكس" من طائرات إف-16 الأصغر حجمًا وربما من طائرات إف-35. وتشير التقديرات الأجنبية إلى أن مدى الصاروخ يصل إلى 300 كيلومتر ويمكنه حمل رأس حربي يزن 500 كيلوجرام، ما يجعله قادرًا على استهداف الهياكل المحصنة أو تحت الأرض.

تطورات إضافية

وذكر تقرير "جيروزاليم بوست" أن إسرائيل تمتلك منظومة صواريخ أرض-أرض، مزودة برؤوس حربية تقليدية ونووية، والمعروفة باسم صواريخ "أريحا". وعلى الرغم من مئات الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران تجاه إسرائيل، فإن احتمالات استخدام إسرائيل لهذه الصواريخ في ضربة تبدو ضئيلة. وقد طورت هذه الصواريخ في البداية شركة داسو الفرنسية، ثم قامت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بتطويرها.

وتحافظ إسرائيل على سياسة الغموض فيما يتعلق بقدراتها في هذا المجال، وكثيرًا ما تعلن عن "اختبارات دفع صاروخي" أثناء عمليات الإطلاق من قاعدة بالماخيم. ومع ذلك، فإن الكشف عن منصة إطلاق الأقمار الصناعية "شافيت" في عام 1988 أكد قدرات إسرائيل الباليستية بعيدة المدى، حيث يمكن تعديل أي منصة لإطلاق الأقمار الصناعية للاستخدام العسكري. وبالتالي، من المتوقع أن تظل هذه الصواريخ خارج الحسبان في الوقت الحالي.

قنابل خارقة للتحصينات

إضافة إلى ذلك، طوّرت شركة إلبيت قنابل خارقة للتحصينات، تحمل اسم 500MPR، قادرة على اختراق ما يصل إلى 4 أمتار من الخرسانة. هذه القنابل، التي تم اختبارها على طائرات F-15I، لها مدى أقصر، يصل إلى بضع عشرات من الكيلومترات بناءً على طريقة النشر.

بوب آي توربو

"وهناك سلاح إسرائيلي آخر، لا يُعرف إلا من التقارير الأجنبية، وهو صاروخ كروز "بوب آي توربو" الذي طوّرته شركة رافائيل ويبلغ مداه 1500 كيلومتر. وهو مصمم للإطلاق من غواصات البحرية الإسرائيلية، وهو قادر على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية.

الضربة مسألة وقت

وجاء الكشف عن الخطة الإسرائيلية لضرب إيران، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، أن قادة الاحتلال حددوا الأهداف التي سيتم ضربها في إيران.

وقالت "كان 11" إن القرار الذي اتخذ بشأن أهداف الهجوم الإسرائيلية المرتقب على إيران اتخذ في أعقاب مداولات أمنية مطولة عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، في مقر وزارة الأمن في تل أبيب.

وشدّد مسؤول إسرائيلي مطلع بعد الاجتماع: "الأهداف واضحة، والآن المسألة باتت مسألة وقت".

وبحسب التقرير، فإن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة بعد بالأهداف الدقيقة التي تخطط لضربها، بل قدمت خطوطًا عامة بشأن تلك الأهداف. مشيرا إلى أن هذه الأهداف قد تتغير في اللحظات الأخيرة.

وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية "راضية نسبيًا" عن الأهداف التي تعتزم إسرائيل ضربها، موضحة أنه "قد يتم تعديل هذه الأهداف في اللحظة الأخيرة".