رغم التأكيدات الإسرائيلية بأن المنشآت النووية الإيرانية في مأمن من ردها المحتمل على الهجمات الصاروخية التي شنّتها طهران انتقامًا لاغتيال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية وقيادات أخرى، إلا أن سجل إسرائيل يكشف عكس ذلك.
كان الاحتلال الإسرائيلي ضيّق من خياراته، بحسب شبكة "إن بي إس" الأمريكية، حول الأهداف الإيرانية المحتمل ضربها، بعد ما تم استبعاد المنشآت النووية، وأصبحت البنية التحتية العسكرية والاستخباراتية الإيرانية، والدفاعات الجوية ومنشآت الطاقة هي الأهداف المحتملة.
ليست قاطعة
وكشفت الشبكة الأمريكية أن العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين ناقشوا تنفيذ ضربات محدودة للغاية ضد أهداف داخل إيران وخارجه، ومن المتوقع استهداف أصول إيرانية في البحر، أو تعطيل المساعدة العسكرية من خلال ضرب مواقع الحرس الثوري في اليمن أو سوريا.
وتلقت واشنطن تأكيدات وتعهدات من دولة الاحتلال بعدم استهداف أي منشآت نووية لإيران، ولكن مسؤولين أمريكيين كبيرين في إدارة بايدن، حذرا وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، من أن تأكيدات إسرائيل ليست قاطعة وأن الظروف قد تتغير.
سجل مختلط
ويرجع تحذير المسؤولين الأمريكيين من وجهة نظرهما إلى سجل إسرائيل في عدم الوفاء بالتعهدات في الماضي، الذي وصفاه بالسجل المختلط، ويعكس في كثير من الأحيان السياسة الإسرائيلية الداخلية التي قلبت توقعات واشنطن رأسًا على عقب.
وفي أحدث مثال على ذلك ما فعلته حكومة الاحتلال الشهر الماضي، عندما أبلغ الإسرائيليون نظراءهم الأمريكيين أن نتنياهو يرحّب بمبادرة وقف إطلاق النار المؤقتة التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان، لكن إسرائيل شنّت غارة جوية ضخمة أسفرت عن مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله بعد يومين.
ضربة انتقامية
من شأن مثل هذه الضربة أن تؤثر على سوق النفط العالمية وترفع أسعار البنزين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما لا يريده الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكد أنه لا يؤيد توجيه ضربة إسرائيلية انتقامية لمواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
ووجهت إسرائيل بداية الشهر الحالي جيشها وفرقها الجوية والمدفعية تجاه جنوب لبنان، وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة في البلاد عن ارتقاء 2350 شهيدًا و10.906 جرحى.