يعد البودكاست النسخة الحديثة من الراديو ويُطلق عليه مصطلح الثورة المسموعة، هو أحد روافد الإعلام الجديدة عبر الإنترنت، لا يقتصر على وسائل الإعلام ذائعة الصيت فقط، فهناك الكثير من الأشخاص الذين ينتجون محتواهم الخاص المتنوع عبر البودكاست.
وأشارت منظمة البودكاست العربية في تقرير لها، إلى نشر أكثر من 44 ألف حلقة بودكاست، خلال عام 2021، في العديد من بلدان العالم العربي، لتثار التساؤلات حول تأثيره على وسائل الإعلام التقليدية، في ظل تنوع المحتوى عبر بودكاست وسرعة انتشاره.
الشكل الجديد للراديو
قالت الدكتورة نشوة عقل، الأستاذة بكلية الإعلام لـ"القاهرة الإخبارية": إن البودكاست هو الشكل الجديد للراديو، مع توافر خاصية الاختيار عند المتلقي، وخاصية التفاعل وإمكان إعادة المحتوى والتخصصية في نوعية الموضوعات وتنوعها.
وأضافت أن الغرب عرف البودكاست قبل العرب بنحو 10 سنوات، وأن هناك تزايدًا كبيرًا في استخدامه على مستوى العالم، خاصة المنطقة العربية في الآونة الأخيرة.
وذكرت أن كل مُدون يختار محور موضوعه ويضع له التراكات الصوتية عبر البودكاست، وتتنوع موضوعات البودكاست في المنطقة العربية وتركز على الجوانب الاجتماعية منها، خاصة الجادة التي تمس الحياة العربية بشكل عام.
وأوضحت أن البودكاست به العديد من الموضوعات الثرية، ويلعب معظمها على القصص البشرية والتعامل مع الحياة.
وتابعت بأن البودكاست يختلف من مجتمع لآخر، ولا يمكن الاعتماد عليه كمنصة رقمية، لأنه يفتقد إلى معايير الآمان ولا يوجد رقابة عليه.
وترى الأستاذة بكلية الإعلام أن المستهدف الأول للمحتوى الرقمي هو الشباب بحكم سرعة الإيقاع الخاص بحياتهم، وإتاحة الاتصال عبر الإنترنت على مدار اليوم.
محتوى البودكاست
قال أحمد الغلاييني، صانع محتوى بودكاست من عمان لـ"القاهرة الإخبارية": إن أبرز أزمة تواجه صناع المحتوى هي عدم وجود منصات كافية لعرض محتوى البودكاست، وعدم وجود شركات إنتاج تدعمه.
وأضاف أن محتوى البودكاست حر بذاته، من خلال طرح الموضوعات والمشكلات، لكن هناك مخاوف من فرض قيود عليه.
وذكر أن أبرز عامل لنجاح البودكاست هو طرح قضية مهمة في العالم العربي بشكل عام، والمحتوى يجب أن يكون أكثر حرية، مما يعمل على جذب الجمهور والانتشار والدعاية عوامل مهمة جدًا لنجاح المحتوى.
وقالت الدكتورة صفا عثمان، أستاذة مشاركة بكلية الإعلام، من دبي لـ"القاهرة الإخبارية": إن البودكاست يعطي راحة للمتحدث عن محتواه وهو ما يعمل على جذب المتلقي.
وأضافت أن التجربة في الإمارات حققت نجاحًا وانتشارًا على مستوى كل الفئات العمرية، ويعد مفيدًا لكل المجالات في التواصل.
وترى أن البودكاست يعمل على تطوير طريقة الإلقاء والخطابة وتناول الموضوعات من كل الجوانب.
وأكدت الدكتورة صفا عثمان أن تقييم البودكاست عن طريق منصة موحدة لاختيار أفضل موضوعاته، سيعمل على تطوير المحتوى.