ارتبط رجل الأعمال الأمريكي والملياردير إيلون ماسك، بشكل عميق مع الرئيس السابق دونالد ترامب في المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، إذ كانت صوره وهو يقفز فرحًا خلف المرشح الجمهوري، في تجمع جماهيري في بتلر بولاية بنسلفانيا نهاية الأسبوع الماضي، مجرد واحدة من العديد من صور السباق الرئاسي لعام 2024 التي كان من الصعب توقعها قبل عقد من الزمان.
واللافت أن النشاط السياسي لـ"ماسك"، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس ومالك إكس، يعد تحولًا حادًا في المواقف، بعد تصريحه بأنه لن يتبرع لأي من حملات المرشحين، ليتجه إلى صب عشرات الملايين من الدولارات في حملة ترامب، بل والقول إنه "سيفشل" إذا خسر ترامب.
انضم الملياردير الأمريكي إلى ترامب في تجمع جماهيري لأول مرة أمس السبت كدليل واضح حتى الآن على تحالفهما المتنامي في المرحلة الأخيرة من الانتخابات، ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مشاركته "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".
ووفقًا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، تعد مشاركة "ماسك" في حملة ترامب امتداد إلى ما هو أبعد من ظهوره، فمع دخول الانتخابات مرحلتها النهائية، يستغل ماسك نفوذه كواحد من أشهر الأشخاص في أمريكا لحشد الناخبين لصالح الرجل الأكثر شهرة منه، فضلًا عن الجمهوريين الآخرين.
منذ تأييده الرسمي لترامب في يوليو الماضي، وبعد وقت قصير من محاولة اغتيال ترامب الفاشلة خلال تجمع جماهيري في بتلر بولاية بنسلفانيا، أيده ماسك وأصبح أكثر انخراطًا في الحملة.
ويقال إن ماسك يتحدث مع ترامب عدة مرات في الأسبوع، وبدأ في ضخ الأموال في عمليات حث الناخبين الجمهوريين على التصويت. وعلى منصته "إكس"، أشاد بالرئيس السابق وروّج لنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، وانتقد نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الرئاسية الديمقراطية.
ووفقًا للسجلات الفيدرالية، أنفقت لجنة العمل السياسي الأمريكية التابعة لماسك نحو 80 مليون دولار لمساعدة ترامب، وكانت ميزانيتها الأولية تتراوح بين 140 و180 مليون دولار، إذ عرضت اللجنة 47 دولارًا لمن يجندون الناخبين للتوقيع على عريضة تتعهد بدعم التعديلين الأول والثاني، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
ووفقًا لموقع "أكسيوس" فإن لجنة العمل السياسي الفائقة التابعة لماسك ضخت ملايين الدولارات لمساعدة حملات مجلس النواب الجمهوري في جميع أنحاء البلاد.
ويعد دور ماسك في الحملة مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بنفوذه المحتمل في إدارة ترامب المستقبلية. وأشار الرئيس السابق إلى أنه إذا أعيد انتخابه، فسوف يعيّن ماسك لقيادة "لجنة كفاءة الحكومة"، لذا اعتبر المحللون والخراء ما أقدم عليه "ماسك" تحولًا كبيرًا لرجل الأعمال الذي استثمر عشرات الملايين من ثروته الهائلة في حملة ترامب.
وذكر "ماسك"، الذي كان معروفًا حتى تحوله بأنه ديمقراطي وسطي التقى سابقًا بالرئيس السابق أوباما في عدة مناسبات، إلا أن تحوله نحو ترامب مدفوع بمخاوف بشأن ما يراه من تهديدات لحرية التعبير والديمقراطية الأمريكية في ظل القيادة الديمقراطية المحتملة.
لذا.. أثار تأييد ماسك لترامب تكهنات بأن انحيازه السياسي قد يكون مدفوعًا بالضغوط التنظيمية التي واجهتها أعماله في ظل إدارة بايدن. فمنذ أن تولى الرئيس الحالي منصبه، تكثفت عمليات التدقيق في مشاريع ماسك المختلفة، مع تحقيقات وإجراءات من جانب سبع وكالات فيدرالية على الأقل إلى جانب مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية من نيويورك، تتراوح بين مزاعم التمييز إلى مخاوف الامتثال البيئي.