شعور بالفخر لوصول الفيلم للمسابقة الرسمية بمهرجان وهران السينمائي
وثقت المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم، قصة اغتيال صحفي لبناني على يد الاحتلال الإسرائيلي، في فيلم جديد يحمل اسم "رصيف بيروت" والذي ستعرضه إدارة مهرجان وهران السينمائي للفيلم العربي في الجزائر، يوم التاسع من أكتوبر، في العرض العالمي الأول للعمل ضمن فعاليات المهرجان التي تقام خلال الفترة من 4 إلى 10 أكتوبر الجاري.
أشادت الهاشم بمشاركة فيلمها في مهرجان وهران السينمائي، والذي قالت عنه في حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية": "شعور بالفخر والراحة لوصول الفيلم لهذا المهرجان فهو إشارة قوية بأنه مهم جدًا، لأن السينما الجزائرية والذوق الفني في الجزائر يركز على أفلام ذات قضية واللغة السينمائية ومضمون الفيلم بشكل أكبر، فالعمل وجد مكانه المناسب في وهران خصوصًا في عرضه العالمي الأول وبالمسابقة الرسمية أيضًا".
استشهاد صديقها
قدمت فرح الهاشم هذه التجربة الثرية بعد استشهاد صديقها الصحفي اللبناني عصام عبد الله أثناء تغطيته الحرب على الحدود اللبنانية، وهو ما تسبب في صدمة كبيرة لمخرجة العمل والتي تقول: "لا أتذكر شيئًا من كواليس الفيلم إلا شيء واحد، أنني كنت في حداد شديد على صديق الشباب والعمل الشهيد عصام عبدالله، بنينا معًا صداقة تحدينا فيها كل ما يقال عن فكرة أن الصداقة بين الرجل والمرأة مستحيلة إلا معنا نحن كنا أصدقاء وخليط وعائلة مثل الأخ وأخته، فجأة فقدته بأبشع طريقة للموت، بصاروخ إسرائيلي وقتها لم أعد أريد تصوير فيلمي "أنا وأنت والبحر" الذي كان من المفترض أن أصوره في جنوب لبنان وهي قصة حب رومانسية بين اثنين على الحدود تفتح بها الطريق إلى قطار مفتوح مع فلسطين، فقررت الذهاب إلى بيروت لأول مرة وعصام غير موجود، الشوارع والبيوت والمحال التجارية كل شيء يذكرني بغيابه وكأن المدينة بيت فقد أهله".
تحرير فلسطين
"فلسطين تحررت" بهذه العبارة نسجت "الهاشم" جزءًا من أحداث الفيلم، لتتوقع مخرجته أن يحدث ذلك بالفعل خلال الأعوام المقبلة لتقول: "في الواقع الحالي فلسطين تتجه نحو التحرير قد يستغرق الأمر عام آخر، انظري حولك إلى المتظاهرين حول العام إلى الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى المحكمة الدولية إلى المعارك التي تواجهها إسرائيل من اليمن ولبنان وفلسطين والعراق وسوريا إلى الجامعات التي قطعت علاقتها بالكيان الإسرائيلي حول العالم، انظري إلى الوعي العام بالقضية الفلسطينية في كل دول العالم كلها أساسيات لهيكلية جديدة لعصر جديد بلا إسرائيل، ومثلما سقط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والاحتلال الفرنسي في الجزائر، فلسطين هي المقبلة في هذا التحرير الشامل، أما في أحداث الفيلم التي نسجتها فقد أصبح الاحتلال فعلًا ماضيًا وتحررت فلسطين أخيرًا وهذا سبب سماع صوت القطار من بيروت إلى فلسطين في نهاية الفيلم".
زيارة المخيمات
قامت "الهاشم" بزيارة عدد من المخيمات الفلسطينية في إطار تصويرها للفيلم لتقول عن ذلك: "زرت مخيم برج البراجنة مع صديقة فلسطينية شاركت في الفيلم تدعى صمود كريدية وهي صحفية تعمل في بيروت، وأنا عشت الواقع ووثقته في العمل وأنا أرى أن شدة الأحداث التي تحدث لنا في هذه المنطقة تضاهي كل سيناريوهات هوليوود عشرة آلاف مرة، ولذلك أنا أستنكر تقديم أفلام تجارية خفيفة بهدف الهروب من الواقع، وهدفي في كل فيلم أن أطرح فكرة تساعدنا في تغيير حياتنا وليس الهروب منها".
ما بعد الرحيل
لا تزال قصة صديقها الراحل عالقة في ذهن فرح والتي تسرد كيف واجهت العالم بعد استشهاده قائلة: "لأول مرة في حياتي كنت أصور في الشارع بدونه، حيث كان وجود عصام يعطيني الأمان والاطمئنان، ويشعر بما أريده بدون أن أطلب، فمثلًا إذا احتجت ضوء أو كاميرا أو عدسة تصوير يقوم بإعطائها لي بدون أطلب وهو ما يشعرني بخجل، ولذلك حدث رد فعل كبير لي، وأردت أن أقول عصام ليس مجرد رقم فكان لديه أحلام وأصدقاء ومحبين وأفكار وخطط، أما فلسطين في الفيلم فهي جزء من حياتنا، ومعركتنا طوفان الأقصى هو الفيلم كله".
حلم العيش في فلسطين
لا تزال فرح تحلم بالعيش في فلسطين وتخطط لذلك، حيث تقول عن ذلك: "جدي الكويتي عبد الرحمن الهاشم لديه عمارة كاملة باسمه في رام الله وقد أعيش فيها أو أسكن في حيفا، حيث أخطط أن امتلك شقة في حيفا خلال عام أو عامين من الآن، وبدأت أرى شكل بيتي هناك وحياتي في فلسطين، الحق ينتصر حتى وإن خسرنا في هذه الحرب قادة مهمين ولكن كل المؤشرات تقول إننا سننتصر والعدو الإسرائيلي في حالة يرثى لها".
فاضت عيون فرح الهاشم بالدمع لما يحدث في لبنان من اعتداءات إسرائيلية لتقول عن ذلك: "أشعر بوجع إلى أبعد الحدود، إذ اكتب لك هذه الكلمات وعيوني تدمع على مدينتي الجميلة بيروت ولكنها معركة يعقبها النصر وعلينا الصبر".