يوصف شهر أكتوبر، الذي يسبق موعد انطلاق الانتخابات الأمريكية كل أربعة أعوام، بأنه شهر المفاجآت، كونه يحمل تاريخًا من الأحداث التي تعكر صفو المرشحين وتقلب الموازين رأسًا على عقب، وهو ما تساءلت عنه التقارير الأمريكية حول ما يمكن أن ينتظر هاريس وترامب خلال هذا الشهر.
ومن المنتظر أن تنطلق الانتخابات الأمريكية 2024 في 5 نوفمبر المقبل، بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي وبين دونالد ترامب المرشح الجمهوري، ووفقًا للبيانات الرسمية كانت انتخابات 2020 أعلى معدل لأي انتخابات وطنية منذ عام 1900، إذ شارك فيها نحو 66% من المؤهلين للتصويت.
فيديو أو صوت
وتميزت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بحسب صحيفة "ذا هيل"، بظهور لقطات صوتية أو مرئية جديدة من خلال التقارير الإخبارية، كان من أشهرها فضيحة ترامب عام 2016 والمتعلقة بشريط سُمي بـ"الوصول إلى هوليوود" الذي سُمع فيه ترامب وهو يتفاخر بتحرشه بالنساء.
كاد هذا التسجيل الصوتي ينهي مساعي دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض، لكنه تمكن من التعافي في غضون أيام، ويكمن الخوف بالنسبة له هذه المرة في خروج تسجيلات لتصريحات خاصة به تم الإدلاء بها خلف الأبواب المغلقة، يمكن أن تصنع عاصفة نارية ضده.
وفي الانتخابات الرئاسية عام 2020، كان الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن هو الذي عرض صورًا مثيرة للجدل لابن الرئيس بايدن، ويتمحور خطر ظهور ملفات صوتية أو فيديو لهاريس، حول مواقفها السياسية السابقة، عندما كانت مدعية عامة أو عضوة في الشيوخ أو حتى نائبة للرئيس، الذي يمكن أن يكون صداعًا بالنسبة لحملتها.
حدث مدمر
كان الدمار الذي خلّفه إعصار هيلين في الأيام الأخيرة، وفقًا للشبكة، مثالًا بارزًا على كيفية تسبب حدث مناخي كبير في قلب الحملات الرئاسية رأسًا على عقب في الأسابيع المقبلة، حيث دمّر الإعصار مساحات واسعة من فلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية وقطع الكهرباء عن ملايين الأشخاص في تلك الولايات.
كانت التأثيرات السياسية للحدث سريعة، حيث قطعت هاريس جولة انتخابية في الساحل الغربي لتعود إلى واشنطن العاصمة لحضور إحاطة حول الإعصار، ومن المتوقع أن تقوم بجولة لتفقد الأضرار التي خلّفتها العاصفة في الأيام المقبلة، بينما زار ترامب جورجيا للوقوف على آثارها أمس الاثنين.
العنف السياسي
ومن بين أخطر المفاجآت المحتملة في أكتوبر، أعمال العنف التي تستهدف المرشحين أو العاملين في الانتخابات أو الموظفين أو غيرهم من المسؤولين، وزادت المخاوف بسبب وجود دونالد ترامب في قلب محاولتين لاغتياله خلال الشهرين الماضيين.
وما يزيد من خطورة الأمر إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي إجراءه تحقيقات بعد أن تلقى مسؤولون انتخابيون في ست ولايات على الأقل طرودًا مشبوهة، كما أن الدعوات إلى خفض درجة الحرارة السياسية كانت عقيمة.
مناظرة أخرى
ولعل أحد الأحداث الأكثر ترجيحًا، التي يمكن أن تهز السباق الرئاسي، هو المناظرة الثانية بين ترامب وهاريس، وواجه المرشحان بعضهما البعض في 10 سبتمبر المنقضي، ورفض ترامب حتى الآن الموافقة على إجراء مناظرة ثانية.
ويرى ترامب أنه فات الأوان لإجراء مناظرة أخرى التي تدعو إليها هاريس، لأن التصويت المبكر بدأ بالفعل، لكن حلفاء ترامب حثوه على إعادة النظر في موقفه، ووفقًا للشبكة يمكن أن يغير رأيه إذا شعر أن أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به قد تحتاج إلى تعزيز.