ألغت ما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا الإسرائيلية استثماراتها، بسبب الحرب المتواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، والتصعيد ضد حزب الله اللبناني، وفق تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
ونشرت مؤسسة "ستارت أب نيشن سنترال" الإسرائيلية، تقريرها "عام واحد من الابتكار الإسرائيلي في الحرب"، الذي حلل تأثير الصراع المستمر على النظام البيئي التكنولوجي في دولة الاحتلال، بما في ذلك انخفاض مستوى الثقة في جهود الحكومة.
ومن بين النتائج الأكثر إثارة للقلق في التقرير حالة عدم اليقين المالي، التي نشأت والتأثير المتباين للحرب على مناطق مختلفة في دولة الاحتلال.
وأفاد التقرير الذي أصدرته المؤسسة المعنية بدعم شركات التكنولوجيا في إسرائيل "ستارت أب نيشن سنترال"، بأن 49% من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية ألغت استثمارات بسبب الحرب على غزة.
وشارك المستثمرون في هذه النظرة الحذرة، إذ توقع ما يقرب من نصفهم "48%" انخفاضًا في نشاط الاستثمار، العام المقبل، بينما توقع 31% فقط زيادة في النشاط.
وذكر التقرير أن الوضع الأسوأ موجود في شمال إسرائيل، إذ أعربت 69% من شركات التكنولوجيا عن قلقها البالغ بشأن قدرتها على جمع الأموال، العام المقبل، في حين تفكر 40% في نقل أنشطتها، إما بشكل كامل أو جزئي إلى مواقع أخرى.
وكشف التقرير أيضًا عن انخفاض الثقة بشكل خاص في قدرة الحكومة على قيادة جهود التعافي، إذ أعرب أكثر من 80% من الشركات في جميع أنحاء إسرائيل عن شكوكها بشأن هذه القدرة، فضلًا عن 74% من المستثمرين، الذين أعربوا عن مخاوف مماثلة بشأن قدرة الحكومة الحالية على المساهمة في تعافي النظام البيئي المحلي.
وكشف التقرير أنه منذ اندلاع الحرب على غزة، جمعت شركات التكنولوجيا 7.8 مليار دولار، بانخفاض 4% فقط عن العام السابق.
وإضافة إلى ذلك، بلغ إجمالي صفقات الدمج والاستحواذ 9.6 مليار دولار، وهو انخفاض طفيف مقارنة بـ10.6 مليار دولار، العام السابق.
وذكر التقرير أن "قوة النظام البيئي التكنولوجي في إسرائيل تتعزز من خلال الأداء القوي لقطاع الأمن السيبراني والشركات الناشئة المزدهرة. ومع ذلك، واجهت الشركات في المراحل المبكرة تحديات أكثر أهمية، ما يسلط الضوء على التفاوت في مرونة النظام البيئي بشكل عام".
ويشير التقرير أيضًا إلى علامات التفاؤل بين بعض اللاعبين في الصناعة، إذ أبدت أكثر من نصف الشركات ثقتها في قدرتها على النمو، خلال العام المقبل، كما أبدى 72% من المستثمرين إيمانهم بقدرة التكنولوجيا الإسرائيلية على الاستمرار في الازدهار على الرغم من التحديات.
وأغسطس الماضي، نقلت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية عن ياكوف شينين، خبير اقتصادي إسرائيلي، إن التكلفة الإجمالية للحرب قد تصل إلى 120 مليار دولار، أو 20% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل.
وكان من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي بنسبة 3% عام 2024، ويتوقع بنك إسرائيل الآن أن ينمو بنسبة 1.5% فقط، حال انتهت الحرب هذا العام.
وخفضت "فيتش" تصنيف إسرائيل الائتماني من "إيه- بلس" إلى "إيه"، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد تخفيضات مماثلة لـ"ستاندرد آند بورز" و"موديز".
وقالت وزارة المالية الإسرائيلية، إن عجز الميزانية خلال الأشهر الـ12 الماضية ارتفع إلى أكثر من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي، التي توقعتها الوزارة لعام 2024، البالغة 6.%.
وأغلق العديد من الشركات الصغيرة أبوابها لأن أصحابها وموظفيها استدعوا لأداء خدمة الاحتياط.
وذكرت شركة الأعمال الإسرائيلية "كوفاس بي دي آي"، أن نحو 46 ألف شركة أغلقت أبوابها منذ بداية الحرب، 75% منها شركات صغيرة.