سعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام المنقضي إلى إعادة رسم سياستها الخارجية مع دول العالم، وكان للقارة الإفريقية نصيب من الاهتمام الأمريكي، حيث جمعت واشنطن 49 قائدًا وزعيمًا إفريقيا في القمة الأمريكية الإفريقية التي عقدت في الأسابيع الماضية.
وبحسب أسامة السعيد مدير تحرير صحيفة الأخبار المصرية، فإن القمة الأمريكية الإفريقية هي محاولة من واشنطن لتجاوز حالة الفتور في علاقتها التي جمعتها بدول القارة السمراء على مدار السنوات الماضية.
وتابع "السعيد" في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" أن الولايات المتحدة باعتبارها القطب الأهم في النظام العالمي الحالي تسعى لإيجاد موضع قدم لها في مختلف مناطق العالم، موضحا أن إفريقيا كانت واحدة من المناطق التي تمتلك أمريكا نفوذ واضحا بها.
وذكر مدير تحرير صحيفة الأخبار المصرية، أن تعاقب الإدارات الأمريكية ورفعها شعار أمريكا أولا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب أثر بالسلب في علاقات واشنطن بالعديد من دول العالم.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة ترغب بشدة في العودة إلى إفريقيا، في ظل أن الأخيرة أضحت من أهم ميادين التنافس بين القوى الصاعدة في النظام العالمي وهما الصين وروسيا، واللتين تتمتعان بدور حيوي في القاهرة السمراء، هو ما رصدته واشنطن بشكل واضح تنامى نفوذ بكين وموسكو، هو ما دفع الإدارة الأمريكية لإقامة شراكات أكثر ثقة وصلابة وعمقا مع دول القارة.
وحول مكتسبات دول القارة السمراء من علاقاتها بواشنطن، أوضح أن إفريقيا أمامها مجموعة من التحديات عليها أن تستغل قدرة أقوى اقتصاد في العالم على حلها، منها الأمن الغذائي رغم امتلاكها العديد من المقومات الزراعية والطبيعية إلا أنها تعانى مشكلة المجاعة والفقر، وربما بما تملكه أمريكا من تكنولوجيا متقدمة تسخرها في تجاوز هذه الأزمة، فضلا عن ملفى الاستقرار السياسي والاقتصادي في ظل انتشار جماعات إرهابية متطرفة ومرتزقة تهدد أمن الدول وتمثل أولوية لواشنطن، وأيضا تنامى الديون التي تتكبلها بعض الدول ولا تستطيع سدادها نتيجة جائحة كورونا وهو ما يعنى أن القمة الأمريكية الإفريقية قد تحقق عددًا من المصالح المتبادلة قد نراها في المستقبل القريب.