أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتحديدًا إعلانه تأييده للمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس للفوز بالسباق الرئاسي، حالة من الدهشة المصحوبة بالسخرية، واستدعت تحليلًا متعمقًا لمدى تأثير هذا الإعلان على المشهد السياسي المضطرب في الولايات المتحدة.
توقيت غريب
وحسب تقرير لـ"سي إن إن"، أدهش الرئيس الروسي الجميع عندما أعلن تأييده للمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس للرئاسة.
ففي المنتدى الاقتصادي الشرقي الذي انعقد في فلاديفوستوك أمس الخميس، قال بوتين: "كان المرشح المفضل لدينا، إذا جاز لنا أن نسميه كذلك، هو الرئيس الحالي جو بايدن، لكنه أُبعد من السباق، وأوصى جميع أنصاره بدعم هاريس".
انتقاد ترامب
بالإضافة إلى ذلك، انتقد بوتين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، مشيرًا إلى أنه فرض العديد من العقوبات والقيود على روسيا أكثر من أي رئيس أمريكي آخر.
وتأتي تصريحات بوتين بعد إعلان إدارة بايدن عن سلسلة من العقوبات الشاملة لمحاربة التضليل الروسي ومحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
ورغم أن بوتين أعرب عن دعمه للديمقراطيين، أظهرت وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي أن شركات روسية، تحت توجيه بوتين، استخدمت حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر روايات مضللة تهدف إلى تعزيز ترشيح ترامب أو أي مرشح جمهوري للرئاسة، وفق "سي إن إن".
تاريخيًا، اتُهم بوتين يسعى لإحداث اضطراب في الساحة السياسية الأمريكية، ففي عام 2015، أشاد بوتين بدونالد ترامب ووصفه بأنه "شخص ذكي وموهوب بلا أدنى شك"، تلك التصريحات جاءت قبل أشهر من حصول ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري.
من خلال تحليل رؤية بوتين للنظام السياسي في الولايات المتحدة، يتضح أن الرئيس الروسي يرى الديمقراطية الأمريكية كواجهة تخفي وراءها لعبة قوى خفية، إذ تشير تعليقات بوتين حول الانتخابات إلى اعتقاده بأن الديمقراطية الأمريكية ليست سوى خدعة يتم التحكم بها من وراء الكواليس، وفق "سي إن إن".