تشعر وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، بقلق متزايد إزاء احتمال انتشار حمى الضنك "المعروفة باسم حمى كسر العظام" التي تحملها بعوضة النمر، إذ حذر علماء من أن الحشرات الحاملة للأمراض من أوروبا تعبر القناة وتصل إلى بريطانيا بشكل متزايد نتيجة لتغير المناخ.
وتهاجر الحشرات التي كانت تعيش في المناخات الدافئة بالبحر الأبيض المتوسط أو أبعد إلى الجنوب، الآن إلى شمال أوروبا ثم تحملها الرياح عبر القناة أو تستقر على أسطح العبارات أو القطارات.
ووفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أظهرت الدراسات أن الآفات قادرة الآن أيضًا على النمو في المملكة المتحدة مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض بردوة الشتاء، وتخصص الحكومة ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب لمعالجة قضية الأنواع الأجنبية التي تهبط في المملكة المتحدة.
وتتزايد الحالات في شمال فرنسا، مع وجود أدلة تشير إلى أنها أصبحت متأصلة بالمنطقة، ويتوقع العلماء أن أجزاءً كبيرة من المملكة المتحدة ستكون مضيافة لهذا البعوض خلال السنوات المقبلة نتيجة لتغير المناخ.
وقال الدكتور جوليون ميدلوك، رئيس قسم الحشرات الطبية وعلم البيئة الحيوانية المنشأ في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة، إن بعوض النمر قد يستقر في المملكة المتحدة في أقل من عقد من الزمان.
وقالت الدكتورة إيزابيل أوليفر، كبيرة المسؤولين العلميين في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة، لصحيفة "ذا تليجراف": "تحدث غالبية الأمراض والوفيات الناجمة عن الأمراض التي ينقلها البعوض في المناطق الاستوائية. ومع ذلك، هناك خطر متزايد يشكله البعوض الغازي للمملكة المتحد"ة.
وأضافت: "تشمل العوامل وراء هذا الخطر المتزايد تغير المناخ والبيئة، وعولمة السفر والتجارة، فضلًا عن التغيرات في استخدام الأراضي".
وتدير وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة مخطط مراقبة بمجموعة من الفخاخ في كينت وساسكس وأماكن أخرى بجنوب إنجلترا، التي يتم فحصها بانتظام من قبل علماء الحشرات بحثًا عن علامات على بعوض النمر.
وذكرت الدكتورة "أوليفر": "إضافة إلى مراقبة العدوى بين البشر، تتولى وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة مراقبة البعوض وغيره من ناقلات العدوى لمراقبة المخاطر التي تهدد صحة السكان حتى نتمكن من تحديد أي تغييرات على الفور وبفعالية".
ويراقب خبراء الصحة العامة عن كثب التهاب الدماغ الذي ينقله القراد ومرض لايم في أثناء توجههم إلى المملكة المتحدة من الخارج، إلى جانب فيروس غرب النيل وفيروس وحمى شيكونغونيا والملاريا.