وجهت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية الردع النووي الخاصة بها لأول مرة نحو الصين، وذلك بسبب جهود الأخيرة في توسيع ترسانتها النووية، حيث أعدت واشنطن خطة شديدة السرية لتنفيذ هذا الأمر خلال السنوات الأربع المقبلة.
وسجلت الصين رسميًا دخولها للنادي النووي عام 1964، عقب نجاحها في تفجير أولى قنابلها النووية، حيث أطلقت عليها اسم "المشروع 596"، ومنذ تلك الوقت، أصبحت واشنطن ترى في بكين خطرًا كبيرًا على سيادتها العالمية، وبات سباق تطوير أسلحة الدمار الشامل أمرًا معهودًا بين البلدين.
تحديث الاستراتيجية
وفي مارس الماضي، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب صحيفة نيويورك بوست، على تحديث خطة الولايات المتحدة الاستراتيجية النووية، والتي يتم تحديثها كل أربع سنوات، ولكن هذه المرة تم توجيه استراتيجية الردع الأمريكية نحو الصين.
ويطلق على الاستراتيجية الأمريكية النووية مسمى "إرشادات التوظيف النووي"، والتي تعتبر شديدة السرية، حتى أن البيت الأبيض لم يعلن عن قرار بايدن، وكشفت الصحيفة أن السبب وراء التحديث الجديد، يعود إلى قيام بكين بتطوير وتوسيع ترسانتها النووية.
نسخة جديدة
ومن المنتظر أن يتم إرسال النسخة الجديدة من الاستراتيجية إلى الكونجرس الأمريكي قبل أن يغادر بايدن منصبه، وأشارت الصحيفة إلى أن اثنين فقط من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تم السماح لهم بالتحدث عن طريق التلميح فقط خلال خطاباتهم، حول المراجعة الاستراتيجية التي أجرتها الولايات المتحدة.
وتصاعدت التوترات بين الصين والولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، عقب إعلان بكين الشهر الماضي تعليقها جولة المحادثات بين البلدين والمتعلقة بالحد من الأسلحة النووية، وأرجعت ذلك إلى استمرار واشنطن في تزويد تايوان بالأسلحة واتهمتها بتقويض الأجواء السياسية بينهما بسبب سياساتها.
قوة انتقامية
ودائمًا ما يشدد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين على التزامه التام وعدم تخليه عن إعادة تايوان إلى البر الرئيسي من جديد، وبالقوة إذا لزم الأمر، وأكد داريل كيمبال، المدير التنفيذي لرابطة الحد من الأسلحة، أن السبب في تعليق المحادثات يعود إلى رغبة الصين في الاستمرار في زيادة حجم ترسانتها، حتى يكون لديها قوة نووية انتقامية مضمونة قبل الاشتباك مع الولايات المتحدة.
وفي مارس الماضي أزاحت الصين الستار عن تطور جديد في ترساناتها النووية، عندما أعلنت عن تدشين حاملة طائرات جديدة وهي الأولى من نوعها التي تعمل بالطاقة النووية، لتصبح ثالث دولة بعد الولايات المتحدة وفرنسا تعلن امتلاكها لتلك السفينة، وهي الخطوة التي وصفتها بكين بالإنجاز الكبير نحو توسيع قوتها العسكرية في الخارج.
النووي العالمي
في العام الماضي، ذكر تقرير وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن بكين تمتلك أكثر من 500 رأس نووي في وضع تشغيلي، كما قدر البنتاجون أن الترسانة النووية الصينية ستتوسع إلى أكثر من ألف رأس نووي بحلول عام 2030.
وفي تقرير منفصل صدر مايو الماضي، قال معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام إن الصين ربما وضعت بعض أسلحتها النووية في حالة تأهب تشغيلي عالية لأول مرة، وفي نهاية السنة المالية 2023، كان لدى الولايات المتحدة 3748 رأسًا نوويًا جاهزًا للتشغيل، بجانب 4380 رأسًا حربيًا تمتلكها روسيا.