تعود الصين مرة أخرى لاختبار الأسلحة النووية في بحيرة "لوب نور" الواقعة شمال غرب البلاد، التي اختارتها بكين لتكون موقعًا لتجارب الأسلحة النووية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
بعد مرور ستين عامًا على الاختبار الأول، تعيد الصين سرًا بناء موقع الاختبار، في تلك المنطقة القاحلة والمهجورة.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز، أن المخابرات الأمريكية رصدت عودة ظهور نشاط "لوب نور"، اعتمادًا على صور الأقمار الصناعية، التي تشير على الطموحات الصينية الجديدة لاختبار الأسلحة النووية مرة أخرى.
طموحات الصين النووية
منذ تولي الرئيس الصيني الحالي شي جين بينج، السلطة في 2013، أصبح الموقع الذي يتكون من عدد قليل من المباني مجمعًا على أحدث طراز لاختبار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى حفر آبار بعمق مئات الأمتار، يمكنها اعتراض الإشعاع القاتل الذي يحدث في أثناء الانفجارات النووية، بحسب شبكة "سي. إن. إن".
وأشار خبراء الأسلحة النووية في صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن الأنشطة تشير إلى تحديث كبير لزيادة فعالية القوات الصاروخية الصينية سريعة النمو، بالإضافة إلى رغبة بكين في إجراء تجربة نووية جديدة.
45 تجربة للأسلحة النووية
وبين عامي 1964 و1996، تم إجراء 45 تجربة للأسلحة النووية في بحيرة نور لوب، وهذا أقل بكثير مما هو عليه الحال في الولايات المتحدة وروسيا، بعد أن أجرت موسكو أكثر من 700 تفجير تجريبي خلال الحرب الباردة، إلى جانب إجراء الولايات المتحدة أكثر من 1000 اختبار للأسلحة النووية.
وبعد مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح ما يسمى بمعاهدة حظرت تجارب الأسلحة النووية، وفي عام 1996، تم وضع حد للتجارب النووية العالمية، وباستثناء كوريا الشمالية، تلتزم القوى النووية الـ9 بحظر التجارب النووية.
خوفًا من روسيا
ويتوقع أغلب الخبراء النوويين في أن الصين تريد حماية نفسها من خلال إعادة تنشيط موقع تجاربها، في حال قيام روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية ذات يوم بإجراء تجارب نووية مرة أخرى، بحسب عالم الفيزياء النووية ريتشارد إل جاروين.
ولم يقتصر الأمر على بكين فحسب، بل وسعت واشنطن وموسكو أيضًا مواقع تجاربهما النووية على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، وهذا ما تثبته أيضًا صور الأقمار الصناعية الملتقطة لموقع التجارب الأمريكية في صحراء ولاية نيفادا، وجزيرة نوفايا زيمليا القطبية الروسية في القطب الشمالي.
ووقعت موسكو واعترفت بحظر التجارب النووية، لكنها سحبت التصديق عليه العام الماضي، وبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الخطوة بالقول إن روسيا يجب أن تحظى بنفس الفرص التي تتمتع بها الولايات المتحدة.