قال عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إن القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لم يعد يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر على إسرائيل، حيث زعموا أن إسرائيل "حققت كل ما في وسعها عسكريًا، ولن تكون قادرة أبدًا على تدمير حماس بالكامل"؛ بينما تظل الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة التي يُمكن من خلالها تحرير المحتجزين في القطاع؛ وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين، إنه في ظل جهود إدارة بايدن، ومن أجل أن توافق حماس على إطلاق سراح المحتجزين، من المهم أن يكون لديها حوافز للهدوء بعد وقف إطلاق النار. مشيرين إلى أن الحافز الأكبر هو "الطريق نحو دولة فلسطينية مستقلة".
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن إسرائيل، وصلت في الواقع إلى "نهاية الطريق" في حربها على قطاع غزة. كما شككوا في أن استراتيجية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ستؤدي إلى نتائج حاسمة.
أيضًا، زعم المسؤولون الأمريكيون أنه على الرغم من أن إسرائيل ضربت شبكة أنفاق حماس الواسعة، إلا أنها فشلت في تدميرها. ومع ذلك، أشاروا إلى أن بعض مجمعات الأنفاق الكبيرة، التي استخدمتها حماس كمراكز قيادة، أصبحت الآن غير صالحة للعمل "لكن شبكة الأنفاق في قطاع غزة أكبر بكثير مما توقعته إسرائيل، ولا تزال وسيلة فعّالة لحماس لإخفاء قادتها ونقل أفرادها".
قتل المدنيين
نقل التقرير عن مسؤولين حاليين وسابقين في البنتاجون، أن إسرائيل لم تثبت حتى الآن قدرتها على تأمين جميع المناطق التي سيطرت عليها في غزة، خاصة بعد انسحاب قواتها منها.
يقول التقرير: "وحتى عندما تستخدم إسرائيل قنابل ذات وزن صغير نسبيًا -يبلغ 250 كيلوجرامًا- لتدمير جيوب المقاومة، كما حث المسؤولون الأمريكيون، فإن الجيش الإسرائيلي "لا يزال يقتل المدنيين في النهاية"، واستشهدت الصحيفة بالهجوم على مدرسة "التابعين" الأسبوع الماضي.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن رالف جوف، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية، والذي خدم في الشرق الأوسط "لقد تم استنزاف حماس إلى حد كبير، ولكن لم يتم القضاء عليها، وقد لا يتمكن الإسرائيليون أبدًا من تدميرها".
واعتبر الأمريكيون الاستيلاء الإسرائيلي على محور فيلادلفيا، بمثابة "ضربة كبيرة" لحماس. وينقل التقرير عمّن وصفهم بـ"مسؤولين في الجيش" زعمهم أن السيطرة على المحور "تعزل قطاع غزة بشكل أكبر".
نصر "مشكوك فيه"
تزعم المصادر الأمريكية أن إسرائيل حققت نصرًا عسكريًا كبيرًا على حركة حماس، التي لم تعد قادرة على التخطيط أو تنفيذ هجوم بحجم عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي.
ووفقًا لهم، فإن قدرة حماس على تنفيذ هجمات أصغر ضد إسرائيل "أمر مشكوك فيه أيضًا".
وزعمت المصادر أن "حماس تضررت بشدة في الحرب لدرجة أنهم أبلغوا فرق التفاوض الدولية أن الحركة مستعدة للتخلي عن السيطرة المدنية على غزة ومنحها لمنظمة مستقلة أخرى". مشيرين إلى أن ذلك يعتمد أيضًا على ما سيحدث بعد وقف إطلاق النار، وعلى التنازلات التي ستكون إسرائيل مستعدة لتقديمها.
ومن بين أمور أخرى، نقل المقال أيضًا عن عسكري إسرائيلي سابق، هو اللواء يعقوب عميدرور، رفضه وجهة النظر الأمريكية، قائلًا إن "إنجازات إسرائيل في غزة مثيرة للإعجاب، لكنها بعيدة كل البعد عمّا ينبغي تحقيقه. وإذا سحبت إسرائيل قواتها الآن - خلال عام واحد، فسوف تستعيد حماس قوتها مرة أخرى".
وقال: "إن وقف الحرب الآن سيكون بمثابة كارثة، فهناك حاجة إلى شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى من القتال العنيف في وسط وجنوب غزة. بعد هذه المرحلة، ستكون إسرائيل قادرة على الانتقال إلى الغارات المستندة إلى المعلومات الاستخبارية لمدة عام، للقضاء على حماس والبنية التحتية للأسلحة المتبقية، قبل أن يتولى طرف آخر السلطة المحلية".