لم يتوقف جيش الاحتلال عن إصدار أوامر التهجير لسكان غزة، لتستمر معاناتهم مع النزوح المتكرر.
ومنذ بدء عدوانه على غزة في 7 أكتوبر الماضي، أصدر جيش الاحتلال العديد من أوامر إخلاء لسكان القطاع، الجديد منها تضمن إخلاء مناطق جديدة في خان يونس جنوبي القطاع، مما أجبر عشرات الآلاف من السكان، والأسر النازحة الفلسطينية على المغادرة وسط الظلام، بينما كان دوي انفجارات ناجم عن قصف بالدبابات يتردد حولهم.
وشملت تعليمات الإخلاء في خان يونس، أحياءً في الوسط والشرق والغرب، مما يجعلها من أوسع أوامر الإخلاء في العدوان المتواصل منذ أكثر من 10 أشهر، وتأتي بعد يومين من عودة الدبابات إلى شرق المدينة.
وكشفت وكالة "وفا" الفلسطينية، صباح اليوم الأحد، عن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وسعت أوامر الإخلاء القسري في عدة مناطق بخان يونس.
وأفادت الوكالة بأن عدد النازحين من شرق ووسط خان يونس تجاوز نحو 70 ألف فلسطيني، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثالثة خلال نحو أسبوع التي توسع فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي أوامر الإخلاء في مدينة خان يونس، بعدما أعلنت الجمعة الماضي بدء عملية عسكرية فيها.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربًا مدمرة على غزة بدعم أمريكي كبير، خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80% من مناطق قطاع غزة خاضعة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي، لتستمر معاناة سكان القطاع في رحلة نزوح شاقة.
وأشارت تقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أنه بحلول مساء الخميس الماضي، فرّ ما بين 60 و70 ألف شخص من خان يونس بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن النساء حملنّ أطفالهن تحت أشعة الشمس الحارقة، فيما دفع الرجال عربات وكراسي متحركة على الطرق الرملية، وحمل أطفال حقائب سفر وأخرى للظَهر، في رحلة نزوح متكررة.
وقال جيش الاحتلال في بيان، أمس الأول الجمعة، إن قواته بدأت "عملية هجومية في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، نظرًا لورود معلومات استخبارية عن وجود مخربين وبنى إرهابية في المنطقة"، على حد ادعائه.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن يافا أبو بكر، وهي من سكان مدينة خان يونس: "ينام الناس في الشوارع والأطفال والنساء على الأرض بلا فراش".
أما وكالة "رويترز" فنقلت في مقطع فيديو عن سيدة مسنة قولها: "الموت أفضل.. لقد سئمنا.. لقد متنا بالفعل.. نحن أموات".
واستمر الكثير من سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة في النزوح من مكان لآخر طوال الحرب، حيث تواصلت الهجمات الإسرائيلية من حي إلى آخر ومن ومدينة إلى أخرى.
وقال رامي القرا (42 عامًا)، وهو أب لأربعة أطفال لـ"نيويورك تايمز" إن "هذه هي المرة الرابعة عشرة التي ننزح فيها منذ بدء الحرب".
وأوضح الرجل أن حزم أمتعة العائلة المكونة من 40 فردًا مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان، يعد أمرًا مرهقًا ويستنزف الأمل بداخله، مضيفًا: "مع كل نزوح، نتمنى الموت في كل لحظة؛ لأنه لا حياة مع فكرة الاضطرار إلى حمل الخيمة ونقلها بشكل مستمر من مكان إلى آخر". وواصل حديثه للصحيفة قائلًا إنه يدرك أن هذا النزوح لن يكون الأخير.